ما بعد الإطاحة بالطراونة !


رم -

بقلم : معاذ أبوعنزة


حدثٌ غير مسبوق تم تصعيده يحوي في طياته العديد من التساؤلات والتكهنات، تجاوز الحدود والمألوف ليتخطى مفهوم الإعتصام السلمي المعروف على المستوى الساحة المحلية ليصل إلى التقليد الأعمى لما حدث في دولٍ مجاورة كمصر وسوريا وغيرها من مبيتٍ وهتافٍ وغناءٍ وإطلاق للشعارات التي قد تكون بشكل أو بآخر مست شعور وكرامة إبن الجيش فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت تدري فالمصيبةُ أعظمُ، تقليدٌ لعرفٍ لم نعتد عليه، بعيدٌ كُلَّ البعدِ عن ثقافتنا وسلوكنا، رافقه تحريضٌ غير مباشر من أدواتٍ وشخوص معروفة تُتقنُ فنَ ركوب الموجة والسير بإتجاه التيار والعزف على وتر الوطنية وغيرها من المفاهيم والمصطلحات البراقة والشعارات الرنانة وإطلاقها عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

لسنا في صدد ذكر إنجازات الرئيس الطراونة لأن الحق بين والباطل بين، بحيث يستطيع كل طالب ومواطن ومسؤول تقيم الأمور والأداء بكل يسر وسهولة، إلا أن الموضوع وبرأي الشخصي تجاوز الرئيس ليمس هيبة الدولة بإسم الديمقراطية ليختلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح، فكما أن هنالك طالبٌ مجد هنالك أيضاً طالبٌ بحاجةٍ إلى إصلاحٍ وتوجيه، فقد سمحت الدولة لأصحاب الأجندات من طرح أوراقها وأفكارها وتوجهاتها من خلال طلابٍ وهنا أقصد البعض وليس الكل في أهم وأعرق الجامعات في المملكة وهي أم الجامعات لعلمهم المُسبق بما سيترتب على ذلك من صدىً إعلامي وإجتماعي وسياسي قد يفوق الخيال.

أسئلة عديدة بحاجة إلى تفسير، فهل كان قرار عدم التجديد للطراونة هو القرار الصائب أو الحل أو حتى جزءً من الحل وهل ستتوقف المطالب عند هذا الحد ! بغض النظر عن الرأي الشخصي للكاتب الذي يصب دائماً وأبداً في مصلحة الطالب بكل ما تحمل الكلمة من معنى وعدم إرهاقه وزيادة العبئ المادي عليه وعلى ولي أمره، فأحد الأمنيات التي لدي هي الوصول إلى حق التعليم المجاني، إلا أن الجدير بالذكر هو أن الإعتصام كان داخل الحرم الجامعي ولم يكن أمام المسؤول الأول والأخير ألا وهو وزارة التعليم العالي، فهل كان الإختيار قائم على دراسة تامة لكل التداعيات المحيطة وإختيار الحرم الجامعي كبيئة آمنة وحاضنة بحيث لا تستطيع الدولة بكوادرها من فض الإعتصام أمنياً طبقاً للقوانين المعمول بها والمنصوص عليها لمتابعة سير العمل والتعليم وإعادة أجواء التعليم الطبيعية والصحية الملائمة لبقية الطلبة.

فقد تزامن قرار الحكومة بعدم التجديد للطراونة مع الأحداث الحالية ومقروناً بها، فبعيداً عن إنجازات الطراونة ومسيرته الأكاديمية والإدارية الطويلة كان قرارً وبرأيِ الشخصي يمس هيبة الدولة قبل أن يمس الطراونة كشخص ! فهل وبعد قرار الحكومة الأخير ستصبح أم الجامعات والطراونة نموذجاً يُقتدى به من قِبلِ طلاب الجامعات الأخرى ليتم إستثماره وإستغلاله وتمرير ملفات قد تكون أكبر وذات وقعٍ يفوق بكثير الحدث الذي أُوجِد هذا التجمع أو الإعتصام أو أياً كان إسمه من أجله، لربما سيصل إلى مؤسسات الدولة الأخرى، لنعيد بذلك الكرة ولنعود إلى المربع الأول وإلى ملفات أُغلقت في وقتٍ سابق.

ككاتب .. مع حق التعبير عن الرأي ومع حُلم وحق التعليم المجاني ومع فئة الطلاب الواعي والمُدرك لبواطن الأمور، إلا أن الدولة والمفهوم الأوسع والأشمل لهيبة الدولة وعدم المساس به غاية وأولوية.

فماذا بعد الإطاحة بالطراونة ؟

 

 

 

مقالات مختارة للكاتب :

 

ملائكة الموت باللباس العسكري الأردني !

حال الأردن والأردنيين !

عندما يكون وقعُ القلمِ أكثر دوياً من الكلاشينكوف

التوجيهي وإسقاط الوزير الذنيبات

نار القومية تلذع الإسلام السياسي تحت القبة

معاً لتقاعد نيابي أفضل

ما هكذا تورد الإبل !!

لنطالب بإعدام النائب !

سفراء الإسقاط المظلي وجوائز الترضية

أيلة صبيح المصري !!

الفيصلي .. ماضٍ عريق وواقع أليم




عدد المشاهدات : (11056)

تعليقات القراء

ابو حسام الكرك المزارالجنوبي
كل كاتب يكتب رأيه في اي قضيه حسب مصلحته الشخصيه وقربه وبعده من المسؤل المعني في القضيه رئيس جامعه خلص مدته ولم يجدد له اصبحت مشكله تمس امن وهيبة الدوله في نظر الكاتب بالله علبكم هذا منطق والا الوطن ا صبح مزرعه ومطوب بعدد من العائلات التي تمتلك المال والجاه والمناصب فك عنا وحسبي الله ونعم الوكيل
16-03-2016 09:36 PM
الاطاحه!!!!
وهل كان الطروانه رئيس دوله
الموضوع انهى فترة رئاسته ونقطه انتهى
16-03-2016 06:47 PM
م.مروان/ت
استغرب من الصحافة نشر تعليقات بخصوص موضوع خاص هو كيفية التعيينات في مواقع التعليم العالي والجامعات وحتى المدارس ؟؟ ليست الجامعة للرئيس المنتخب وليس هي حكرا لشخص مهما كانت حسناتة وانجازاتة !! هناك منهجية وقواعد يتبناها المجلس الأعلى يستند على قواعد ومخططات للتعيين ضمن موازنة ومراقبة من قبل المجلس الأعلى للتعليم العالي ....المشكلة عندنا هي مزاجية واوراق متعترة ماليا واداريا تنعكس على التعليم وعلى الطلبة ...وعلى اللة الأتكال !!
16-03-2016 04:59 PM
هيثم
ما هي إنجازات الطراونة ، حبذا لو تم سردها لنعلم اي رجل خسرنا .
ثانية كيف مس هيبة الدولة ؟ يرجى التوضيح .
ككاتب أرجو أن تكتب من كافة الزوايا وليس من زاوية أنت تراها فقط .
16-03-2016 04:11 PM
الدكتور احمد قاسم الشياب
ستبقى دكتوري دائما انجازاتك في الجامعة الاردنية نبراساً مضيئ في سماء الاردن الغالي ،فانت برحيل وانجازك اصعبت المهمة على من ياتي من بعدك،
16-03-2016 01:04 PM
pdhvd`
احترامي للكاتب هل تم تقييم الطراونة مع جامعة البلقاء لقد دمرها
16-03-2016 12:55 PM
عارف
كل الخوف ان يصبح الطلاب مطية لاجندات خارجيه تعبث بامن البلد توضف لها جميع وسائل الاعلام التي تتصيد بامن البلد والمواطن بعد ان اثبت الاردن على انه قادر على وائد اية فتنة ولكن الاخطر من ذلك هو رفع الشعارات البرئة في ظاهرها الخبيثة في مبتغاها فعلى جميع المخلصين من ابناء البلد الغيورين تفويت الفرصه على المتربصين ويخرجوا خارج المشهد سيجدون ويشاهدون من بينهم اصحاب الاجندات المتربصة بامن البلد الله يحمي الاردن من كل عابث
16-03-2016 12:15 PM
nothing
what is problem if he left his position I dont know maby this position for him for ever
16-03-2016 11:29 AM
مهند الصمادي
لا يحق لة نعت الطلبة ووصفهم بكلام غير مقبول من رئيس جامعة كبيرة - اعتقد قرار الاطاحة بة قرار صائب
16-03-2016 11:06 AM
د. زكي الكوبري
مع احترامي للكاتب قضية التجديد للدكتور الطراونة موضوع اداري بحت ولا علاقة لا من قريب او بعيد بهيبة الدولة الدكتور انهى فترة رئاسته للجامعة وهنا الموضوع طبيعي ومن حق مجلس التعليم العالي التجديد او الاكتفاء بلمدة المقررة. اما موضوع اعتصام الطلبة هناك تصريح منسوب لرئاسة اتحاد الطلبة ان تجديد او عدم التجديد للدكتور الطراونه لايعنيم اي بمعنى مطالبهم مازالت كما هي العدول عن قرار زيادة رسوم الموازي ورسوم الدراسات العليا اي لايوجد كما وصف الكثير من الكتاب ان هناك اجندات خارجية وهناك طلاب محشيشن والخ. انا اعتقد ان الموضوع يخص الطلبة وحقهم بالتعليم واتمنى ان يبقي الموضوع في سياقه دون زيادة او نقصان.
16-03-2016 10:57 AM
الواقع غير الدعاية
كيف بمس هيبة الدولة!!! ، ما هي انجازاته الاكاديمية ، و ما هي انجازاته للجامعه، لا شيئ جديد و الجامعه الاردنية ستبقى الام به و بدونه بالاضافة الى الحق المشروع للطلبة بطلبهم تخفيض الرسوم، و لا يجوز لرئيس جامعه بان يصف طلبة متفوقين بالسكرجية و يتهمهم بتناول المخدرات، هذا ما يمس امن الدولة و مصداقية الجامعة
16-03-2016 10:34 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :