ما هكذا تورد الإبل !!


رم - بقلم: معاذ أبوعنزة


لا حاجةَ للتمعن والتمحيص والتدقيق والتفكير والتحليل والتخمين، فالمواقع الإخبارية الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي بمختلف أنواعها كفيلة بكشف المستور وتسليط الضوء على حادثة دون سواها ونقلها بأدق تفاصيلها المهمة والغير مهمة كما هي بالصوت والصورة في وقتها وظرفها مع شخوصها وأبطالها ومستجداتها وحيثياتها لحظةً بلحظة.

فمن أبرز الحوادث التي تم تناقلها وتسليط الضوء عليها هي طرود الخير في شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر السعيد وإفطار الأيتام وتقديم يد العون والعطف لهم، فنرى صورً لنائب هنا وهنال وهو يوزع النقود بصورة تقشعر لها الأبدان بطريقة مبتذلة تفتقر إلى أبسط درجات الإحترام للمشاعر وللكرامة الإنسانية تحت تغطية إعلامية، ومن جهة أخرى نرى صورً لأحد النواب ومن خلال جمعية خيرية يقيم مأدبة إفطار للأيتام تحت رعاية أحد رؤساء الوزراء السابقين بحيث كان الإعلام سيد الموقف ولعدسات الكاميرات صولات وجولات.
وصولاً إلى نواب يتوجهون إلى السفارات لطلب ما يسمى بطرود الخير ليقوموا بتوزيعها في مناطقهم الإنتخابية، في حين تضع شركات إتصالات ورجال أعمال وأحزاب وأصحاب مولاتٍ صورهم وشعاراتهم على الطرود.

فأين الخير مما تفعلون ! وهل أصبح اليتيم سلعة تسويقية للنائب الفلاني أو لرئيس الوزراء العلاني ! تُقدمون الوطن لسفارات دول الخليج بشكل لا يليق به وترسمون صورته وتخطونها بقلم التسول وحبر الذل والهوان، فقد قمتم بقصدٍ أو دون قصد بخدمة أنفسكم في دوائركم الإنتخابية لكن بالمقابل قمتم بخدش كرامة كل مواطن أردني شريف خبزه الكرامة ومائه الأنفة ... ما هكذا تورد الأبل ! ولا هكذا يُعامل اليتيم الذي وصى به خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : أنا وكافل اليتيم في الجنة. لكن دون تصويره وخدش كرامته وإخراجه بصورة المعدم المتسول وجعله سلعة تسويقية لك ولراعي حفلك ولجمعيتك التي رُخصت بالأساس على أنها خيرية، أهكذا قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حين قال: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله يوم الْقِيَامَةِ في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ ..) حين ذكر منهم ( وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ.

للأسف يفتقد الكثير في الوقت الحالي والذي يعتبر من أصعب إن لم يكن الأصعب فعلاً على المنطقة ككل إلى أسمى مبادئ وأساسيات وقواعد الإنتماء والولاء بمختلف أشكاله وطرق وسبل التعاون والتكافل الإجتماعي والترابط المجتمعي الصحي والسليم والعفة والكرامة الإنسانية التي نادى بها جلالة الملك وعمل على ترسيخها في قواعد المجتمع وجعلها أحد لبنات تماسكه وتعاضضه.

أرى ومن رأي الشخصي أن تقوم الحكومة بمنع مثل هذه التصرفات الدعائية التي تخدش مشاعر وكرامة المواطن الأردني وأن تعمل على إيجاد ووضع ألية تعاون مشتركة بحيث تكون الهيئة الخيرية الهاشمية هي المظلة الرسمية لمثل هذه الأمور.

نسأل الله أن يجزي المحسن الذي قصد وجه الله دون سواه على إحسانه.
.



عدد المشاهدات : (4506)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :