بقلم : معاذ أبوعنزة

قصة نجاحٍ تجاوزت كل الحدود، تعدت المألوف، قفزت من رحم الخيال المأمول إلى حيز الوجود لترسم لوحة فنية خطتها أيدٍ أردنية كما أرادها وحَلُم بها "صبيح" منذ خمسةَ عَشَرَ عاماً.

مشروع وطني أكد صاحبه كعادته إيمانهُ المطلق بالوطن وقائد الوطن، فعلى الرغم من الوضع الإقتصادي الداخلي المتردي ووجودنا في منتصف منطقةٍ ملتهبة تعصِف بها الأخطار من كُلِ جانب، إلا أنه كان ولا زال مؤمناً فعلاً لا قولاً بأن الأردنَ كان ولا زال واحةَ أمنٍ وأمان وبيئةً خصبةً مناسبةً للإستثمار، مؤكداً على ذلك من خلال وضع ٢٥٠ مليون دينار أردني إلى الأن في مشروعٍ من مشاريعه الضخمة في المملكة ألا وهو "واحة أيلة" كخطوةٍ أولية ودفعةٍ مبدئية تشغيلية متمثلةٍ بالبنية التحتية، بعيداً كل البعد عن عمليات الإقتراض والتمويل كغيره من المشاريع المتعثرة التي إتخذت من أموال المؤسسات المصرفية مورداً وعصباً أساسياً تقوم بقيامه، والمساس بأموال المساهمين الذين هم بالأصل عائلته الصغيرة، والبيع على المخططات الهادف إلى جمع أكبر قدرٍ من الأموال المساعدةِ في تسديد جزءٍ يسير من أقساطِ القروض والمساهمة في تسديد جزءٍ من فاتورة المشروع التشغيلية الذي توقف عن العمل لسببٍ أيٍ كان.

أرضٌ حدودية بذارها ألغام أثمرت النخلَ والزهر لتكون كما أراد لها "صبيح" أن تكون واحة خضراء تحيطها المياه من كل جانب، يَصعُبُ على الفنانِ رسمها والشاعرِ وصفَها بعد أن كانت صحراوية قاحلة يستكثر المارُ بها حتى إلقاء النظر عليها لتصبح بالعمل الدؤوب والطاقات والإمكانيات والرؤى والأفكار الخلاقة المبدعة لوحةً فنيةً فريدة أردنية بإمتياز، وضعت بصمةً ليست بالعادية على خارطة السياحية والإقتصاد الأردني زادتها جمالاً وأناقة، مشروع ذو أبعادٍ جغرافية وإقتصادية وحياتية تتجسد رؤيته الأساسية في خلق واجهة بحرية متميزة ستعمل على زيادة الرقعة الشاطئية لمدينة العقبة بحوالي ١٧ كلم وهنا يكمن التميز والفكر الخلاق والقدرة والجلد على التخطيط والتطبيق.

هم قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، إحترفوا المال والأعمال بعيداً عن السياسة ومعتركاتها والإعلام وتبعاته، كرسوا جهودهم وإقتنعوا بالوطن والإستثمار به فكرة وتطبيقاً لا قولاً وخطاباً. إلى الأمام في تطور وإزدهار الوطن وإنتعاش إقتصاده وتوفير فرص عمل حقيقية لأبنائه.

                                      مشروع واحة أيلة العقبة