د.سامي علي العموش
أما وقد انتهى مشوار التعديل وأصبحت المواقع واضحة، وانتهت التكهنات والتأويلات والترجيحات، وأصبح هناك واقع حال، وأصبح الظهور الإعلامي والتسويق لا يفيد، ولكن بالعمل والإيمان بالآخر، وأننا جزء من كل نعمل معا لمصلحة الوطن كيفما يقتضي الموقف بعيدا عن المصالح، لأننا في النهاية ننتصر للوطن ولأنفسنا ولحياتنا، فهذا الزبد لن يفيد في شيء، والمطلوب هو البناء على ما سبق وتأكيد الثوابت التي تعلمناها ودرسناها وأصبحت منهج طريق، وألا ننظر إلى المحبطين والمشككين، وأن يكون عنواننا بأن القادم أفضل، لأنه ليس لنا من خيار سوى خيار الوطن.
الكل كان ينتظر نتائج التوجيهي، وهناك من كان تقديره واضحًا في العلامة، وهناك من كان يبالغ، وهناك الآخر الذي قلل من شأن علامته، ولكننا في النهاية خرجنا إلى واقع النتائج التي بناءً عليها تترتب المقاعد في الجامعات أو حتى اختيار المنهج المناسب، ولكن الكثير من المواطنين لا زالوا يؤمنون بتخصصات معينة ويتمنونها، ونسوا تطور عجلة الحياة، وعليهم مواكبة ما هو جديد حتى يستطيعوا في النهاية إيجاد فرص عمل بناءً على المخرجات. وعلينا أن نكون واضحين، فهناك فرق بين ما نتمنى وما هو حقيقة وواقع، وهنا تبرز الإرادة والمنطقية بأن ما هو مناسب لي يجب أن يتواكب مع معدلي حتى أستطيع تحقيق رؤيتي من خلال منظور القدرات بعيدًا عن الواسطة والمحسوبية والشعارات.
لفت انتباهي أن هناك الكثير من الأشخاص الواعين الذين يواكبون التعليم التقني والتخصصات المعلوماتية، وكيف أن أبناءهم حاصلون على معدلات عالية تؤهلهم لدخول كلية الطب البشري، إلا أنهم آثروا التخصصات التقنية الجديدة ومنحوها أولوية. هذا التفكير الجديد، وفق الرؤية التي تفرض نفسها كواقع حال، أعتقد بأنه قد نجح، وبأن مواطنينا أصبحوا يعرفون أين يقفون، لأننا ببساطة انتبهنا، وفي توقيت متأخر، إلى أن هذا التعليم التقني أصبح يدخل إيرادًا أعلى من التخصصات السابقة، ويجد فرص عمل سانحة ومطلوبة. وهناك الكثير من الذين يتجهون إلى التخصصات الأكاديمية، نجدهم يدرسون ويتخرجون ولا يعملون في مجالهم، وينتظرون سنوات لعل أمامهم فرصة عمل، بينما من يتعلم التدريب التقني تجده يمارس عمله حتى وهو يدرس، ويزيد من دخله، وتتحسن ظروفه بسرعة أكبر. إذن، نمط التفكير المستقبلي أصبح يفرض نفسه بأن هناك معطيات لا بد من الأخذ بها حتى تواكب الزمن وتكون عامل بناء للوطن.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |