رم - خاص
رغم خسارة اللقب في المباراة النهائية لكأس العرب، خرج المنتخب الوطني الأردني مرفوع الرأس، بعدما قدّم واحدة من أجمل وأقوى مشاركاته في تاريخه، أداءً وروحاً وشخصية، ليؤكد مجدداً أن ما يعيشه ليس لحظة عابرة ولا “طفرة مؤقتة”، بل مسار تصاعدي ثابت لمنتخب بات رقماً صعباً في عرب وآسيا وعلى المستوى العالمي أيضاً.
المنتخب الأردني أفشل كل رهانات المتشائمين، خصوصاً قبل المباراة النهائية، وظهر الفريق الأقوى هجومياً في البطولة، محققاً الفوز في جميع مبارياته السابقة، ومقدّماً كرة قدم منظمة، جريئة، وشجاعة، وحتى في النهائي، ورغم التأخر بالنتيجة، أظهر النشامى شخصية البطل، وعادوا للمباراة بإصرار وروح قتالية عالية، في مواجهة منتخب مغربي قوي يعيش بدوره فترة ذهبية على مستوى المنتخبات والإنجازات القارية والعالمية.
بصمات المدرب جمال السلامي كانت واضحة في كل تفاصيل المشوار، من الانضباط التكتيكي، إلى الثقة باللاعبين، وإدارة المباريات الكبيرة بهدوء وشخصية، ولم يتوقف تأثير السلامي عند حدود كأس العرب، بل قاد المنتخب لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، تمثل في أول تأهل للأردن إلى نهائيات كأس العالم، وهو إنجاز وضع النشامى في مكانة جديدة على خريطة كرة القدم العالمية.
هذا التأهل التاريخي، إلى جانب المستوى الذي ظهر به المنتخب في كأس العرب، بعث برسالة واضحة للجميع، المنتخب الأردني لن يكون صيداً سهلاً، وسيكون رقماً صعباً في مجموعته القوية التي تضم منتخبات الأرجنتين، النمسا، والجزائر، في مونديال يُنتظر أن يشهد حضوراً أردنياً واثقاً ومختلفاً.
هذه المشاركة أكدت أيضاً أن وصول الأردن إلى نهائي كأس آسيا ووصافة القارة لم يكن ضربة حظ، بل نتيجة عمل وهوية فنية واضحة، وفي كأس العرب، تفوق النشامى على كبار عرب آسيا، وقدموا أنفسهم كأحد أفضل المنتخبات العربية الحالية، أداءً واستقراراً وتوازناً.
ويُحسب للمنتخب ما قدمه رغم الغيابات المؤثرة، سواء بغياب عدد من المحترفين مثل موسى التعمري ويزن العرب وصبرة، أو إصابة يزن النعيمات خلال مواجهة العراق، وهي إصابة تركت أثراً واضحاً، ومع ذلك حافظ الفريق على تماسكه، وتنظيمه، وشخصيته القوية.
اليوم، الخلاصة واحدة عند الجماهير والمحللين، النشامى شرفوا الوطن، وخسارة اللقب لم تُنقص من قيمة الإنجاز، بل عززت القناعة بأن المنتخب الأردني يسير في الاتجاه الصحيح، وأن القادم قد يكون أجمل، إذا ما استمر هذا النهج، وهذا الإيمان، وهذه الروح البطولية التي أعادت للأردنيين ثقتهم بمنتخبهم.