رم - خاص
بعد مباراة العراق، كتبت رم بوضوح ودون مواربة مقالا حمل عنوان «السلامي .. أردني بامتياز»، لم يكن مجاملة ولا انفعالا عابرا، بل قراءة صادقة لما قدّمه جمال السلامي داخل الملعب وخارجه، من روح، وانتماء، وصدق، جعلته أقرب للأردنيين.
اليوم، يأتي التأكيد من أعلى المستويات، حين كشف المدير الفني للمنتخب الوطني جمال السلامي أن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أبلغه بأن جلالة الملك عبدالله الثاني سيمنحه الجنسية الأردنية، في لفتة ملكية تعكس تقدير الدولة لمن يخدمها بإخلاص، وتضع نقطة الختام على كل الأسئلة.
وقال السلامي إن هذا القرار شرف كبير له، مؤكدا أنه بعد هذا التكريم لن يغادر الأردن، في موقف يعكس حجم الارتباط الذي بناه مع الوطن والمنتخب والجماهير، ارتباط لم تصنعه النتائج فقط، بل صنعته التفاصيل الصغيرة، والإنسانية العالية، والاحترام العميق لقميص النشامى.
رم، حين كتبت عن السلامي عقب مباراة العراق، لم تتحدث عن جنسية ولا أوراق رسمية، بل عن دموع صادقة على الهواء، وعن مدرب قال إن الفوز بلا طعم بسبب إصابة لاعب أردني، وعن رجل تصرّف وكأنه واحد من أبناء البلد، يحمل هم المنتخب كما تحمله الجماهير.
واليوم، تتحول تلك الروح إلى صفة رسمية، في رسالة واضحة أن الأردن لا يكرّم الأسماء، بل يكرّم المواقف، ولا يمنح جنسيته إلا لمن أثبت أنه يستحقها بالفعل، لا بالكلام.
اللفتة الملكية لم تغيّر من حقيقة السلامي، بل أكّدتها، فالرجل كان أردنيا في أدائه، في مشاعره، وفي التزامه، قبل أن يكون أردنيا بالجنسية، تماما كما قالت رم منذ البداية.