رم - د. عزت جرادات
*كانت العلاقات العربية الافريقية: مفهوم وتصور، كانت موضوع الحوار في جمعية الشؤون الدولية فقد استضافت الجمعية المفكر العربي الأستاذ صادق الفقيه السفير السوداني لدى المملكة الأردنية الهاشمية الأسبق فقد قدّم عرضا سلساً ويكاد يكون شمولياً للعلاقة العربية الأفريقية تلك القارة التي انتشرت فيها الثقافة العربية واللغة العربية معظم اقطارها ومما يدعو للإشارة والتأمل أن هذه القارة قد انتشر فيها الإسلام بما يسمى اليوم القوى الناعمة أي الثقافة واللغة ، وهذا يذكرنا بما أورده الشيخ الأزهري المرحوم محمد أو زهرة في الستينيات من القرن الماضي حيث ذكر أن انتشار العربية والإسلام في القارة الافريقية بتأثير وجهوده ثلاث فئات الرحالة العرب المسلمون والتأخر العربي المسلم، ودعاة الأزهر الشريف الذين كانوا يوزعون في مختلف مناطق القارة، لقد اثرت هذه الفئات في الشكان الافارقة بسلوكهم ومعاملاتهم مع السكان بالسلام والصدق والقدوة الحسنة.
*بدأ الاهتمام بموضوع العلاقات العربية الافريقية في منتصف القرن الماضي تقريباً، حيث بدأت الدول الافريقية تحصل على استقلالها عن الدول الأوروبية التي وظفت التبشير لأغراض استعمارية استثمارية من طرف واحد....
وعقدت ثلاثة أو أربعة اجتماعات هلال الخمسين سنة الماضية ما بين مؤسستي الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بدأت العلاقات باهتمام وانتهت بدون جدوى.
*ويعزى فشل أو فشل أو خيبة الأمل في هذه اللقاءات الى عوامل عدة لعل أهمها:
-قوة التنافس الدولي على الساحة الأفريقية حيث هيمنة الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين على الساحة وكان الطرف العربي أقلّ جاهزية أو تأهيلاً لهذا التنافس.
-تضارب المصالح لبعض الدول بين الطرفين فكأن الدعم الأقوى للدول الافريقية، ويعتبر سدّ النهضة نموذجاً لذلك التضارب.
-نقل الخلافات العربية- العربية إلى الساحة الأفريقية، قضية الصحراء مثلا، مما أوجد مشاعر الأحباط لدى الأفارقة وضعف التفاوض.
-أخيراً، كان ضعف الاهتمام المتبادل واضحاً في العلاقات، وكان الفراق نتيجته طبيعية.
- واذا ما أريد أحياء تلم العلاقة فأن الطريق الوحيد هو الثقافة العربية- كما البداية.