رم - كتب المحامي محمد الصبيحي
اليوم ارسل إلي صديق (خبيث) مقطع فيديو من فيلم الفنان المرحوم احمد زكي عندما استدعاه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة (الفنان المرحوم عمر الحريري) لتشابه اسمه مع اسم استاذ في جامعة القاهرة، فاكتشف الحريري الخطأ قبل دقائق من حلف اليمين امام رئيس الجمهورية، فلم يكن هناك بد من توزير الشخص الخطأ على أن يتم إخراجه في أول تعديل وزاري _ حسب نصيحة مستشار رئيس الحكومة _ وهكذا دخل احمد زكي الحكومة بالصدفة.
انا لا أعرف إن كان الصديق (الخبيث) يستوحي من الفيلم حدثا مشابها في تشكيل وتعديل حكومتنا أم كانت فرصة للتندر على مسلسل تعديل الحكومات غير المفهوم والذي لا تنتهي حلقاته أبدا.
أسماء عديدة تدخل الحكومات ولا يتذكرها أحد أثناء الوزارة وتخرج وتبقى التساؤلات لم دخل فلان الحكومة من طي النسيان ولماذا خرج الى طي النسيان؟.
بطبيعة الحال فان أحدا من رؤساء الحكومات لم يفسر للشعب أسباب خروج فلان وفلان من الحكومة ولا نسمع إلا عبارات الشكر لهم على الجهد الذي بذلوه في خدمة الوطن، والحقيقة انه ليس مطلوبا من الرئيس أن يفسر ويدخل في معارك جانبية (سياسية وعشائرية) وانما يقع العبء على الصحافة التي تتابع وعلى الصحفيين السياسيين الذين أخفقوا ابتداء في قراءة وتوقعات اسباب التعديل الوزاري.
ويقول الصديق انه عرف عن وزير خرج بالتعديل ولم يكن يعلم انه وزير في الحكومة، وبالمقابل يسألني على سبيل المثال لماذا خرج وزير الاقتصاد الرقمي؟ هل فشلت برامجه وبرمجياته؟ ولماذا خرج وزير الزراعة الذي كان الإعلام يشيد بادائه ونشاطه؟ هل كان ذلك كله مجرد استعراض لا يمت للواقع بصلة؟.
قيل ان الوزراء الجدد سيبنون على ما قدمه اسلافهم من إنجاز، ولكن السؤال المحير ان البناء على ما سبق دليل على صحته وصوابه فلم لا تدع صاحبه يواصل ويستكمل؟.
لو كانت حكوماتنا حزبية لسهل علينا تفسير التعديلات الوزارية والتحالفات الحزبية ولكن حكوماتنا علاقات شخصية أو نصائح وتسميات محلية أو على طريقة المرحوم عمر الحريري، وتصبحون على خير بانتظار التعديل القادم.