التحول السياسي الأوروبي هل هو جادّ؟


رم -

د. عزت جرادات
أخيرًا، عشنا ورأينا هذا التحوّل الغربي / الأوروبي تجاه إسرائيل، بعد أن كان الاتهام بمعاداة السامية تجاه أي كلمة تنبض بالحقيقة ضد إسرائيل العنصرية. فيتراجع الكتّاب والاعلاميون والسياسيون عن مواقف إنسانية هكذا كان الحال عند ذهاب أي مثقف عربي في مهمة ثقافية، إما أن يُواجه بتعصب أعمى أو عدم قبول الرأي الآخر. أنه تحوّل، مهما كانت نتائجه، فهو خطوة نحو قبول الحقائق فتوقف الهجوم على حركة المقاطعة الإسرائيلية (BDS) ووصل التحوّل إلى بعض البرلمانات الأوروبية وبعض حكومات أوروبا.
*وفي (أيار 2025) نفسه شهدنا التحوّل التوعي في الخطابين السياسي والإعلامي الغربي في التحفظ على السياسة الإسرائيلية والدبلوماسية، وكأنهم شربوا حليب السباع فكان أول خطاب ينطلق من هولندا يعلن تجميد الدعم الحكومي ومراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل.
*أما أبرز تحوّل نوعي أوروبي فكان التلويح الذي قامت به عدد عن الدول الأوروبية (فرنسا، لوكسمبورغ، اسبانيا- ايرلندا- سلوفينيا) بالاعتراف بدولة فلسطين باعتبارها ضرورة سياسية تؤدي إلى إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بالوصول إلى حل الدولتيْن.
*وجاء بإعلان بريطانيا بعزمها أو نيتّها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر سبتمبر القادم!
والتساؤل: هل هذا التحوّل حقيقة أم وَهْمّ؟ أم هي تلويحات سياسية ضد هذا (الابن العاق- إسرائيل-لأوروبا) أن ما يخُشى أن تختلق هذه الدول أسبابا للتأجيل أو إعادة النظر في المسألة للتأجيل أو إعادة النظر في المسألة، وهو ما تُعرف به العقلية السياسية الأوروبية فما هو الفرق بين سبتمبر مثلا وآب الجاري؟
*آن للسياسية الغربية الأوروبية أن تثبت مصداقيتها، دون أن تستجيب لأي تحرّك دبلوماسي عربي يتواصل معها ليكون القرار عاجلا وليس آجلاً.... وطالما أنه لم يصل مرحلة التطبيق على الأرض، فما الذي يمنعها من إعلان القرار المفاجئ.




عدد المشاهدات : (4505)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :