* بقلم: المحامية أمل دردس

لا يستطيع أحد أن ينكر أن الأردن يمتلك مواهب كروية واعدة وقادرة على تحقيق حلم الاحتراف الدولي، فبعد الإنجازات الأخيرة للمنتخب الوطني، باتت الأنظار تتجه أكثر نحو إمكانيات اللاعب الأردني. ولكن، يبقى التساؤل الأهم: على من تقع مسؤولية تسويق هؤلاء اللاعبين دوليًا، وما هو دور الأندية الرياضية في هذا المجال؟
لا بد من الإعتراف ان عملية تسويق اللاعبين دوليا هي عملية معقدة ومتعددة الأوجه، ولا تقع على عاتق جهة واحدة، بل هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود عدة أطراف.

دور اللاعب في تسويق نفسه، تكشف مسؤولية الاهتمام بتطوير مهاراته التي يمتلكها فنيا وبدنيا وادبيا ، ،والالتزام ببرامجه التدريبية، والنظام الصحي لكي يحافظ على لياقته البدنية، والتعامل بجدية مع كافة متطلبات اللعبة، والأدهى من ذلك تقبل النقد البناء والاهتمام بالصورة العامة له، وعدم التأثر بكلام الاعلام و/ أو كلام الجماهير السلبي الذي قد يؤثر على أدائه.

في المقابل يأتي دور الأندية المحلي، التي ليست مجرد مكان لتدريب اللاعبين أو إجراء المباريات فقط، بل هو كيان تسويقي واستثماري هام ويتجلى دوره من خلال صقل مواهب اللاعبين، وتجهيزهم فنيا وبدنيا ونفسيا للاحتراف الدولي، والاهتمام بالبنية التحتية مثل الصالات الرياضية، وغرف العلاج الطبيعي، بالاضافة الى أرضية الملاعب وهي للاسف ما زالت احدى المشكلات الاساسية التي تعاني منها الأندية المحلية الأردنية، وتوظيف مدربين مؤهلين لتطوير هذه المواهب ،وبناء علاقات مع الأندية في الخارج؛ كتنظيم مباريات ودية ومعسكرات تدريبية، استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتسويق اللاعبين ونشر صورهم و اهم اهدافهم او تمريراتهم التي كان لها أثر حاسم في المباريات .

ما سبق.. يؤكد نظرة للاعب للأندية ودورها كبير في تسويقه، فعندما تنظر الاندية الى اللاعبين على انهم إستثمار أو بمعنى آخر أصول للشركة؛ فانها ستسعى الى وضع استراتيجيات تعود على اللاعب والنادي بالنفع المادي، لتحقيق أقصى استفادة مالية ورياضية، وهو ما أكدت عليه في مقالات سابقة.

دور الإتحاد المحلي، يمكن للاتحاد أيضا ان يكون مسؤولا عن تسويق اللاعب وذلك من خلال ابراز اللاعبين من خلال تنظيم المعسكريات والمباريات الودية مع الأندية الخارجية، وتسليط قنوات الاعلام الرياضية المحلية الضوء على اللاعبين المحترفين.
وبالنتيجة قان تسويق اللاعب الاردني دوليا يجب ان يكون هدفا للاعب نفسه قبل كل شيء ومن ثم للنادي والاتحاد المحلي، ويمكن العمل عليه من خلال تظافر هذه الجهود مع بعضها البعض وتكاملها بوضع خطط مستقبلية تضمن الإستفادة القصوى لكل طرف من الاطراف، والترويج لصورة اللاعب الاردني خارج حدود المملكة.

* المحكم الرياضي/ وقاضي تسوية المنازعات الدولية