رم - خاص
في زمن يكثر فيه الكلام ويقل فيه الفعل، يطل يوسف الشواربة اليوم من القاهرة متوشحاً لقب “أفضل رئيس بلدية في الوطن العربي”، ليضيف محطة جديدة في مسيرة مسؤول لم يعرف إلا لغة العمل، ولم يرفع شعاراً إلا إذا كان قادراً على تحويله إلى واقع ملموس في شوارع عمّان وحياتها اليومية.
ليس غريباً أن يفوز الشواربة، الغريب ألا يفوز، فالرجل الذي استمر في موقع أمين عمان لسنوات، لم يكتفِ بإدارة العاصمة، بل أعاد صياغتها، نقلها من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة “صناعة المدينة”، من خدمات متواضعة، إلى منظومة حضرية متطورة، ومن تخطيط تقليدي، إلى رؤية عمرانية طويلة المدى تتناغم مع المستقبل، والتحول الرقمي، والمدن الذكية.
اليوم، في العاصمة المصرية القاهرة، وخلال احتفالية جائزة التميز الحكومي العربي 2025، يكرم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الدكتور يوسف الشواربة، مشيداً بما تتميز به عمّان من تنظيم وصورة حضارية تليق بمكانتها ووجهها الإنساني.
لكن الشواربة، كما عهدناه دائماً، يصر على أن التكريم ليس لشخصه، بل للأردن، ولعمان المدينة التي أحبها وخدمها بصمت، ولرصيد الدولة التي آمنت بأن عمّان تستحق الأفضل دائماً.
في لقائه مع أبو الغيط، بحضور مندوب الأردن الدائم لدى الجامعة السفير أمجد العضايلة، لم يتحدث الشواربة عن الجائزة، بل تحدث عن عمّان، عن تخطيطها، وعن التنمية الحضرية، وعن التحول الرقمي الذي بات جزءاً من يومياتها، وعن قدرتها على مواكبة التكنولوجيا وانعكاساتها على النقل والخدمات والبيئة والاستدامة.
كما أكد على أهمية توسيع الشراكات بين المدن العربية، لأن تحديات المدن الحديثة لا يمكن أن تواجه منفردة، بل عبر تبادل التجارب والخبرات، وبناء منظومات حضرية مشتركة تعزز فرص النمو والاستدامة.
اليوم، يتوّج الشواربة مسيرة من العمل الهادئ، والإنجاز العميق، والفكر المدني الحديث، وتربح عمّان قبل أن يربح هو، فحين يكرم أمينها، يكرم وجهها، وصورتها، ومستقبلها.
الشواربة، رجل لم يكن في يومٍ من الأيام يبحث عن الضوء، لكن الضوء هو من بحث عنه، ولحق به، حتى القاهرة.