رم - بلال حسن التل
هل فقد الإنسان دوره ومكانته على هذه الارض؟.
وهل صار مخلوقا هامشيا لادور له الا المراقبة والمتابعة بعد ان بدأت مخترعاته تحل محله وتنقلب الى لعنة عليه؟.
وهل اقتربنا من اللحظة التي صار فبها على الإنسان ان يقدم ما يثبت لجهاز الكبيوتر انه ليس ريبوتا، بعد ان صارت الريبوتات تحل محل الانسان في كل شئ، وصار في هذا العالم مرافق ضخمة بما في ذلك موانئ شحن البضائع تديرها الريبوتات ولا عمل للانسان فيها؟.
وهل جاءت الريبورتات لتكمل مهمة الهاتف النقال في انهاء دور الانسان على هذه الارض، فقد الغى النقال ذاكرة الإنسان فلم يعد يحفظ رقم هاتف اقرب الناس اليه، ولم يعد يستخدم عقله لمعرفة حاصل مسألة حسابية، ولم يعد يذهب الى المكتبة للقراءة وتغذية عقله واثراءه،ولم يعد يذهب الى باب مدرسة البنات او الى الحديقة العامة لرؤية من يحبها، فقد صار الهاتف النقال يقوم بذلك كله، وبما هو اخطر منه، ففد صار يدخل عشيق الزوجة اوالبنت الى المنزل دون ان يشعر الزوج والاب، وصار الهاتف النقال سببا للكثير من وقائع الطلاق، والتشتت الاسري، بعد ان صارت اجساد أفراد الاسرة الواحدة تلتقي في غرفة واحدة فلا يتحدثون مع بعضهم، فينسجون خيوط الدفء العائلي، فكل واحد منهم مشغول بهاتفه النقال، يتحدث مع شخص بعيد اويغازل شخص لم يلتقيه على ارض الواقع، فقد علب الهاتف النقال العواطف الانساتية وحولها الى جليد والى اداء آلي لاروح ولا دفء فيها.
فعل الهاتف النقال ذلك كله فينا، دون ان نشعر انه اضعف بصرنا من طول التحديق فيه، وسبب اضرار كبيرة لعمودنا الفقري من طول الانحناء عليه او الجلوس معه.
هذا بعض مافعله الهاتف النقال بالانسان ليأتي الريبوت للقيام باعمال ووظائف الإنسان لتصبح حياته فراغ من كل شئ، واول ذلك انسانيته مالم يهب للدفاع عنها، ولاستعادة دوره في عمارة الارض.