رم - محمد الصبيحي
رجال الدولة هم اعمدة النظام السياسي الذين شغلوا المناصب السيادية والمتقدمة في الدولة سابقا والذين ما زالوا يشغلونها، ويبرز دورهم في الأزمات التي تمر بها الدولة والمخاطر التي تواجهها داخليا أو خارجيا حيث تتجه إليهم الانظار وطنيا وشعبيا لفهم ما يجري وكيفية مواجهة المخاطر، ويحتاج النظام الى مشورتهم وخبرتهم ، غير ان أبرز وأهم دور لمن هم خارج المنصب يتمثل في توعية الشعب وحشده حول النظام السياسي وقيادة الشارع وتوجيهه وتوعيته .
وحين يواجه الوطن مخاطر كبرى تمس الامن الوطني للدولة فإن الأولويات التي كانت سابقا تتراجع الى الخلف ، والحديث الانشائي العام عن الصف الواحد والولاء والانتماء وحشد الطاقات بدون برنامج و خطوات عملية مقترحة لن يكون أكثر من زفة عرس تبدأ بجاهة وتنتهي بعد حين بطلاق بائن ..
إن ما نلمسه من حديث ( بعض ) من تحدث من رجال الدولة انه كان حديثا في العموميات والمسلمات التي لا خلاف عليها ويشتم منه رفع العتب وإثبات الحضور في الساحة .
الحكومة لا تتحدث إلا قليلا والناطق الرسمي ما قال قولا إلا وتعثر تفسيره وغلب انتقاده عبر صفحات التواصل وبعض رجال الدولة منقسمون بين صامت يراقب المشهد وبين منشغل في جاهة عريس لعروس في زمن لا مكان فيه للصمت ومضيعة الوقت .
وحتى نكون منصفين فان براعة وبلاغة وزير الخارجية ترفع لها القبعات ولعلها المرة الأولى في تاريخ الدولة نشهد فيها وزير خارجية ينطلق في المنتديات الدولية متحدثا بليغا بأسلوب يهز العواطف والعقول بالحجة والمنطق والتقاط الحدث واستثماره لصالح الوطن وقضية الشعب الفلسطيني الصامد .
إن من المدهش اننا لم نسمع يوما أن احدا من رجال الدولة انتقد أو عارض قرارا للحكومة ، كل الحكومات ،
ايها السادة الافاضل نرجوكم ان تفتحوا افواهكم خارج مناسبات الجاهات وطاولات المناسف .