رم - في خطوة مفاجئة هزت أوساط سوق الانتقالات، أكدت مصادر إعلامية أن إدارة نادي الهلال قد وضعت الإيطالي بييرو أوسيليو كهدف رئيسي لتولي منصب المدير الرياضي.
لم يكن هذا الاختيار عشوائيًا، فالرجل ليس مجرد مدير رياضي ناجح لنادي إنتر ميلان، بل هو شخصية تجسد قصة كفاح فريدة؛ فشابٌّ رأى حلمه كلاعب كرة قدم يتحطم بسبب إصابة قاسية في عمر الثامنة عشرة، قرر ألا يستسلم، ليحول مساره ويغزو عالم الكرة من المكاتب الإدارية.
التقارير الأخيرة تشير إلى أن أوسيليو يقترب من الهلال، وطرح اسمه بهذه القوة يفتح الباب لمعرفة المزيد عن الرجل الذي يجمع بين الإنجازات الكبرى والقصص المثيرة للجدل.
من هو بييرو أوسيليو؟
خلف الواجهة الهادئة لأحد أنجح المدراء الرياضيين في أوروبا، يكمن عقل كروي حاد وشخصية لا تتردد في استخدام أساليب غير تقليدية لتحقيق أهدافها.
بييرو أوسيليو، البالغ من العمر 50 عامًا، ليس مجرد مفاوض بارع، بل هو رجل عاش كرة القدم من كل جوانبها، من لاعب تحطم حلمه بسبب الإصابة، إلى أن أصبح العقل المدبر لعودة إنتر ميلان إلى الواجهة الأوروبية.
مسيرة حافلة بالإنجازات
تولى أوسيليو منصبه رسميًا في فبراير 2014 بعد أن تدرج لسنوات طويلة داخل النادي منذ انضمامه إليه العام 1998. وخلال فترته، أعاد بناء الفريق في ظل ظروف مالية صعبة، وتمكن من قيادته لتحقيق نجاحات لافتة، أبرزها الفوز بلقب الدوري الإيطالي مرتين، وكأس إيطاليا مرتين، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب في كأس السوبر الإيطالي.
ولم يقتصر نجاحه على المستوى المحلي، بل قاد النادي للوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا العام 2023 ونهائي الدوري الأوروبي العام 2020. ويُعرف عن أوسيليو قدرته الفذة على إبرام صفقات ذكية بأقل التكاليف، حتى أُطلق عليه لقب "ملك الصفقات المجانية"، حيث نجح في ضم لاعبين كبار مثل هاكان تشالهان أوغلو ولعل صفقة الحارس أندريه أونانا هي الأبرز، حيث ضمه مجانًا وباعه بعد عام واحد مقابل 55 مليون يورو؛ ما يجسد فلسفته الإدارية الناجحة.
قصص جدلية وغريبة
ما يميز أوسيليو عن غيره ليس فقط إنجازاته، بل اعترافاته الصريحة والكواليس المذهلة التي يكشف عنها، والتي ترسم صورة لمدير رياضي استثنائي.
أشهر قصصه هي مواجهته لوكيلة الأعمال واندا نارا، حيث اعترف بأسلوبه غير التقليدي قائلًا: "الآن أعترف بشيء، لقد أنشأت حسابًا سريًا على إنستغرام لمراقبة زوجات اللاعبين؛ لأن إحداهن كانت تسبب لي المشاكل". ولم تكن هذه جرأته الوحيدة، فبعد انهيار صفقة تبادلية شهيرة مع الغريم يوفنتوس العام 2014، لم يتردد في إعلان الحرب الإدارية بتصريحه الحاد: "إذا كان عليّ إبرام صفقة، فأنا أفضل ألا أفعلها معهم [يوفنتوس]".
وتصل قصصه إلى ما هو أغرب من الخيال، كما روى بنفسه واقعة اضطر فيها لحبس لاعب وزوجته في غرفة لإجبارهما على تسوية إجراءات الطلاق التي كانت تعرقل صفقة بيع النادي في حاجة ماسة لأموالها. لكن خلف هذه الصرامة يكمن جانب إنساني عميق، ظهر في حسرته على عدم إتمام صفقة البرازيلي رافينيا ألكانتارا بسبب قوانين اللعب المالي النظيف، وهي الصفقة التي وصفها بأنها تركت لديه "جرحًا شخصيًا ومرارة كبيرة" بسبب العلاقة القوية التي بناها مع اللاعب ووالده.
كما كشف أن تفويته فرصة ضم النجم الجورجي كفاراتسخيليا مقابل 15 مليون يورو فقط قبل جائحة كورونا يمثل "أكبر ندم في مسيرته".
وفي كواليس الصفقات الناجحة، يروي بفخر كيف سافر مع الأسطورة خافيير زانيتي إلى الأرجنتين "لخطف" لاوتارو مارتينيز في الرابعة فجرًا من أحد الفنادق، ليقطع الطريق على أتلتيكو مدريد ويحسم الصفقة التي غيّرت تاريخ الإنتر الحديث.