كارثة ترعب جمهور النصر .. هل يسير جيسوس على خطى كاسترو؟


رم - أثار الإعلامي الرياضي المعروف بميوله النصراوية، محمد الدويش، جدلا بين جماهير "العالمي"، محذراً من أن النسخة الحالية من الفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس قد تكون مجرد تكرار لتجربة لويس كاسترو، التي انتهت دون تحقيق إنجازات تذكر.

كلمات الدويش التي حملت في طياتها قلقاً مشروعاً، أشارت إلى أن "تسجيل أهداف كثيرة أمر رائع، لكن استقبال شباكك لأهداف بنفس الغزارة ليس بالأمر الجيد على الإطلاق".

هذا التصريح فتح باباً واسعاً للنقاش بشأن حقيقة التشابه بين الحقبتين، وهل المخاوف التي أبداها الدويش تستند إلى أسس واقعية أم أنها مجرد قراءة متعجلة للأحداث؟

في الواقع، ورغم أن بعض المؤشرات الأولية قد توحي بوجود تشابه سطحي، خصوصاً في الجانب الهجومي الذي تميز به النصر في الفترتين، فإن هناك اختلافات جوهرية وعميقة تجعل من المقارنة بين "نصر جيسوس" و"نصر كاسترو" أمراً مجحفاً في الوقت الحالي. وتستند هذه الاختلافات إلى عدة ركائز أساسية.



فلسفة اللعب الجماعي مقابل النجم الأوحد

أول هذه الاختلافات وأهمها يكمن في فلسفة المدربين، عُرف عن جيسوس، في جميع محطاته التدريبية السابقة سواء مع بنفيكا البرتغالي أو الهلال السعودي، أنه مدرب لا يبني خططه على لاعب واحد مهما بلغت نجوميته.

تعتمد منظومته على الضغط العالي والمجهود الجماعي الوفير، حيث يشكل الفريق حلولًا متكاملة في حالتي الهجوم والدفاع.

صحيح أن وجود نجم بحجم الأسطورة كريستيانو رونالدو يمثل قوة ضاربة، إلا أن فكر جيسوس يميل إلى توزيع الأدوار والمسؤوليات، وهو ما يتوقع أن يظهر جلياً مع مرور الوقت وتجانس الفريق.

هذا النهج يختلف كلياً عن فترة كاسترو التي شهدت اعتماداً كبيراً على الحلول الفردية، ما جعل الفريق مكشوفاً في كثير من الأحيان.


المعالجة الدفاعية المنتظرة

ثانياً، لا يمكن إنكار أن فترة لويس كاسترو شهدت ما يمكن وصفه بـ"الفضائح الدفاعية"، حيث كان الفريق يعاني من هشاشة واضحة في الخط الخلفي وسهولة في استقبال الأهداف.

وعلى الرغم من أن المباريات الودية التحضيرية للموسم الجديد مع جيسوس شهدت استقبال الفريق لبعض الأهداف، فإنها لا يمكن أن تكون مقياساً حقيقياً للحكم على الصلابة الدفاعية للفريق.

فجيسوس معروف بتنظيمه الدفاعي الصارم القائم على الضغط الفوري بعد فقدان الكرة والحفاظ على تقارب الخطوط، وهي أمور تحتاج وقتاً لتطبيقها واستيعابها من قبل اللاعبين.






الفريق لم يكتمل بعد

النقطة الثالثة التي يجب أخذها في الاعتبار هي أن فريق النصر الحالي لا يزال في طور البناء، فمع وصول صفقات مهمة مثل المدافع الإسباني إينيغو مارتينيز قادماً من برشلونة، والمهاجم البرتغالي جواو فيليكس، بالإضافة إلى لاعبين آخرين، فإن شكل الفريق النهائي لم يتضح بعد.

الحكم على منظومة جيسوس الدفاعية والهجومية لن يكون منطقياً إلا بعد اكتمال عقد الفريق وانسجام الصفقات الجديدة مع اللاعبين القدامى وتطبيق أفكار المدرب بشكل كامل.






فلسفة "التسجيل أكثر من الخصم"

أخيراً، من المهم الإقرار بأن جيسوس لم يكن يوماً مدرباً ذا نزعة دفاعية بحتة على طريقة المدربين الإيطاليين التقليديين.

حتى في فترته الذهبية مع الهلال، لم تكن الفرق التي يدربها "محصنة" دفاعياً بشكل مطلق، لكنها كانت تتميز دائماً بقدرتها على تسجيل أهداف أكثر من خصومها.

تعتمد فلسفته على المبادرة الهجومية والضغط على المنافس في ملعبه، وهو ما قد يؤدي أحياناً إلى ترك مساحات في الخلف.

لكن الفارق الجوهري يكمن في قدرته على تنظيم هذا النهج الهجومي وتقليل أخطاره، وهو ما افتقده النصر بشكل كبير في عهد كاسترو.

ختاما، يمكن القول إن مخاوف محمد الدويش تمثل صوت شريحة من الجمهور النصراوي الذي لا يريد تكرار خيبات الماضي.

ولكن، المعطيات الحالية تشير إلى أن "مشروع جيسوس" لا يزال في بداياته، وأن هناك العديد من العوامل التي تبشر بفريق مختلف، أكثر توازناً وجماعية وقدرة على المنافسة، شريطة منحه الوقت الكافي لتطبيق فلسفته ودمج عناصر القوة الجديدة في تشكيلته.



عدد المشاهدات : (4470)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :