رم - آرام المصري
قال الخبير العسكري غازي الطيب إن المشهد الحالي في المنطقة يمكن وصفه بالمُحير، حيث بدت الدول المؤثرة وعلى رأسها الولايات المتحدة، غير قادرة على اتخاذ موقف واضح تجاه التصعيد رغم دعمها الفعال لإسرائيل.
وأوضح الطيب أن الموقف الأميركي اتسم بالتردد، فتارة يُعلن دعمه اللامحدود لإسرائيل، وتارة أخرى ينفي مشاركته في قرار الحرب، ليعود مجددًا ويتحدث عن سعيه نحو السلام، كما فعلت سابقًا في قضايا مثل الهند وباكستان، مع التأكيد أن وقف الحرب هدف قادم، وذلك أيضًا على لسان الرئيس الأميركي نفسه.
وأشار إلى أن الموقف الأوروبي يشهد انقسامًا واضحًا، فبينما تبدي ألمانيا تأييدًا شاملًا لإسرائيل، تطالب بريطانيا بوقف التصعيد والعودة إلى المسار الدبلوماسي، في حين تتعامل فرنسا مع الموقف بقدر من الحذر والحياء، وذلك نتيجة للمفاجأة التي شكلها الرد الإيراني، الذي كان له تأثير مباشر على دولة الاحتلال، التي تواصل ارتكاب مجازر إجرامية بحق الأطفال والشيوخ والنساء.
وأضاف الطيب أن إيران رغم تعرضها للاعتداء، استطاعت توجيه ضربات مباشرة والوقوف من جديد، لافتًا إلى أنها تملك أهدافًا استراتيجية للسيطرة على المنطقة بالقوة كما فعلت في اليمن والعراق، حيث تسعى لتحقيق مصالحها بغض النظر عن السياقات المحيطة.
واعتبر أن فترة تبادل القصف الحالية ما هي إلا مرحلة مؤقتة، يأمل خلالها كل طرف أن يُضعف الآخر، ويعتمد فيها الحسم على حجم القوة المستخدمة فمن يتمكن من إحداث تدمير أكبر سيدفع الطرف المقابل إلى الانحناء.
وتابع الطيب أنه وفي حال انحنت إسرائيل، فإن الدعم سيتدفق إليها، أما إذا كانت إيران هي الطرف الذي يتراجع، فذلك سيُحدث تغييرات جذرية في الشرق الأوسط، من ضمنها زوال أنظمة معروفة بولائها لإيران.
وشدد الطيب على أن أمريكا وأوروبا تمتلكان مفاتيح اللعبة، وقد تسعيان لحفظ ماء الوجه للطرفين المتصارعين، وإن كان ذلك على حساب العرب.
أما عن الموقف الأردني، فأكد أن الأردن بخير، وموقفه الاستراتيجي واضح بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يتابع الأحداث ويتخذ القرار السليم في الوقت المناسب رغم التأثير غير المباشر الذي قد يطال المملكة.
واختتم الطيب حديثه بالتأكيد على أن الخطر لا يزال قائمًا، فإسرائيل ما زالت لاعبًا أساسيًا في المنطقة، ويجب أن نكون في موقف القوة لا الضعف مشيرًا إلى أن تبعات القصف المتبادل متعددة، لكن الحسم يبقى مرهونًا بمن يملك القدرة على الاستمرار، ومن يسعى فعليًا لتدمير رغبة الطرف الآخر في المواجهة.