دعاء الموسى

تشكل ظاهرة الكلاب الضالة هاجسًا يوميًا يؤرّق المواطنين في مختلف محافظات المملكة، بعدما تحولت إلى أزمة حقيقية تهدد السلامة العامة وتثير القلق في الشوارع والأحياء، وسط اتهامات أطالت البلديات والوزارة بضرورة التدخل الفوي لخلق الحلول وتطبيقها على أرض الواقع للحد من هذه الظاهرة.

وحذر رئيس بلدية الرصيفة شادي الزيناتي، خلال حديثه لوكالة أنباء رم، من تفاقم خطر الكلاب الضالة على المستوى الوطني، مؤكدًا أن الظاهرة خرجت عن السيطرة وأصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المواطنين وسلامتهم.

وأشار إلى أن جذور المشكلة تعود إلى قرار وزارة الإدارة المحلية عام 2018-2019، والقاضي بمنع مكافحة الكلاب الضالة بالطرق التقليدية، مما أدى إلى تفشي الظاهرة بشكل متسارع.

وأضاف الزيناتي أن الحالات ازدادت انتشارًا خلال جائحة كورونا، عندما فُرض الحظر الجزئي على المواطنين، فخلت الشوارع للكلاب الضالة التي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا.

وبين أن نظام ABC والذي يعني الجمع، التعقيم، الإعادة الذي تتبناه الوزارة بالتعاون مع جمعيات حقوق الحيوان، نظام مرهق ومكلف ويصعب تطبيقه على أرض الواقع من قبل 104 بلديات ما تزال غير قادرة على التعامل معه بالشكل المطلوب”.

وأكد على أن البلديات باتت مكبلة، وغير قادرة على التصرف أمام هذه الظاهرة، بسبب الاتفاقيات الحكومية التي تمنع أي تدخل مباشر لإنهاء خطر هذه الحيوانات، مشيرًا إلى أن البلديات من الأزل تواجه تلك الظاهرة بفرق مخصصة ومدربة، بعكس اليوم الذي أصبحنا فيه ومكبّلين باتفاقيات تضر المواطنين.

وكشف الزيناتي أن بلدية الرصيفة سجلت منذ بداية العام وحتى 30 نيسان، 70 حالة عقر لمواطنين تعرّضوا لهجمات من الكلاب الضالة، لافتًا إلى أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، بعد أن بدأ المواطنين برفع الشكاوى القضائية بحق البلديات ويتهمونها بالتقصير.

وقال أن بلدية الرصيفة رفعت كتابًا رسميًا للوزارة، لنقل شكاوى المواطنين وللمطالبة بمنحلا الصلاحيات اللازمة للعودة لمكافحة الظاهرة، ولكن حتى اللحظة لم يصل أي رد، ولا نُعول كثيرًا على رد يردع هذه الكارثة.

واختتم الزيناتي تصريحه بتأكيده أن البلديات باتت تواجه أزمة مزدوجة: تصاعد الظاهرة من جهة، وتقييد الصلاحيات من جهة أخرى، مطالبًا وزارة الإدارة المحلية بالتحرك الفوري والحاسم، قائلاً:

“الوزارة تتابع المشهد يوميًا على وسائل التواصل، وتشاهد الاعتداءات التي تطال الأطفال والمواطنين في مختلف محافظات المملكة".

من جهتها حاولت "رم" التواصل مع وزير الإدارة المحلية معالي وليد المصري، لمعرفة الحلول الواجب اتباعها إزاء تلك الظاهرة التي أرهقت المواطنين، إلا أننا لم نجد من قبله رد.