إبادة جماعية وتجويع وتهجير


رم - ا. د أمين مشاقبة

يتضمن الإعلان الرسمي لدولة الكيان في غزة؛ إعادة الاحتلال للقطاع بشكل كلي، وتجميع أهالي غزة في الجنوب الغربي والبدء في عملية التهجير القسري خارج فلسطين التاريخية، فالجيش الإسرائيلي يضغط بكل قواه من خلال خمس فرق عسكرية على الأرض وسلاح الجو الحربي والمسير يعمل بطاقة عالية، ويمكن القول ان هذه المرة الخامسة للتوغل في القطاع عبر اكثر من ١٨ شهراً؛ فسياسة التدمير والابادة الجماعية والتجويع الممنهج وعدم ادخال المساعدات الانسانية تهدف للضغوط القصوى من أجل التهجير الكامل لاكثر من مليوني مواطن فلسطيني امام انظار العالم أجمع دون اكتراث للقانون الدولي والاعراف الانسانية ومن يتفوه بكلمة فهو ضد السامية.

إن سياسات القوة، والغطرسة والشعور بالتفوق العسكري تهدف الى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط كقوة عظمى تفرض ما تريد من اوامر سياسية وعسكرية والنموذج الماثل امام الجميع هو ما يجري في غزة، وما جرى في كل من لبنان وسوريا وحتى اليمن.

إن إسرائيل لا تخشى احداً حتى ترامب او التهديد بتعليق اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

أما ما يجري اليوم في الضفة الغربية من تدمير المنازل وتهجير ساكنيها خارج مخيمات اللجوء فتهدف اولاً لانهاء فكرة المخيم وحق العودة، وثانياً البدء بالتوسع الاستيطاني وزيادة اعداد المستوطنين وقضم كامل الأراضي لأن اسرائيل تريدها من النهر إلى البحر ولا للدولة الفلسطينية المستقلة التي تقررت من اوسلو عام ١٩٩٣.

المشروع الصهيوني المُخطط والمرسوم باتقان والمنفذ عملياً برضا اميركي لايكبح جماح اي جهد دولي.. انهم يقومون بتغيير التاريخ وصناعة تاريخ جديد في فلسطين يتماهى مع السردية الاسرائيلية فمعركة عربات جدعون تهدف الى انهاء حماس، واعادة الأسرى واحتلال القطاع وتهجير اهلها حسب خطة ترامب الى دول أخرى وقد بدأ التهجير الطوعي عبر الطيران لدولة ألمانيا، وهناك تفاوض لتهجير مليون مواطن إلى الدولة الليبية.

إن القضية في غزة في اللمسات الأخيرة وبعدها سترون ما سيُفعل في الضفة الغربية لأنها على جدول اعمال الحكومة اليمينية المُتطرفة والنهج نفسه سيتم استخدامه داخل الضفة، تدميراً، وابادة جماعية والدفع نحو التهجير الى دولة او دول اخرى.



عدد المشاهدات : (5162)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :