السعود يكتب : النكبة ليست ذكرى .. بل جرح مفتوح في صدر الأمة


رم -
في الخامس عشر من أيار، لا نُحيي ذكرى، بل نُفتح على جرحٍ لم يندمل، ونستحضر مأساةً لا تزال قائمة، واحتلالًا ما زال يتغذى على الصمت، والتخاذل، والتواطؤ.

النكبة ليست رواية ماضٍ نرويها، بل واقع حيّ نعيشه، جريمة مستمرة ارتكبت بحق شعب أعزل طُرد من أرضه، وهُجّر من وطنه، في أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرون، تحت غطاء دولي سافر، وسكوت أممي معيب.

في النكبة، لم تُغتصب الأرض فحسب، بل سُرقت الرواية، واغتُصب التاريخ، وقُدّم الجلاد باعتباره ضحية، بينما طُمس صوت الضحية الحقيقية، الشعب الفلسطيني، الذي لم ينكسر رغم سبعة وسبعين عامًا من الجراح.

في ذكرى النكبة، نقف لا لنبكي الماضي، بل لنصرخ في وجه الحاضر:
النكبة لم تنتهِ، لأن الجريمة لم تتوقف، لأن الاحتلال ما زال يعربد، والاستيطان يتوسع،، وغزة تُحاصر، والضفة تُجتزأ، واللاجئ ما زال بلا حق عودة، والأسير بلا حرية.

نقولها اليوم، من قلب البرلمان الأردني، وباسم لجنة فلسطين النيابية:
فلسطين ليست بندًا في جدول أعمال، ولا ملفًا دبلوماسيًا على طاولة المفاوضات، بل هي قضية حقّ لا يسقط بالتقادم، ووطن لا يُختصر بخارطة، وهوية لا تمحوها محطات التهجير.

نقولها بصوت عالٍ:

إنّ الاحتلال إلى زوال،

وإنّ القدس ستبقى عربية إسلامية والوصاية هاشمية

وإنّ حق العودة مقدّس، لا مساومة عليه،

وإنّ كل أشكال التطبيع خيانة سياسية وأخلاقية وإنسانية،

وإنّ الأردن، بقيادته الهاشمية، باقٍ في خندق فلسطين حتى النصر أو الشهادة.


إنّ دورنا النيابي لا يقتصر على التصريحات، بل نحمّله واجب الرقابة والمساءلة، وأن تكون فلسطين جزءًا أصيلًا من التشريع، من الموقف، من السياسات العامة. سنظل نذكّر العالم أن حقوق الشعب الفلسطيني ليست موضع نقاش، وأنّ من يحاول طمس هويته لن يحصد سوى الخزي.

وللذين يشككون أو يساومون نقول:
النكبة علمتنا أن الأمة التي تتخلى عن فلسطين، تتخلى عن شرفها. وأن من لا يقف اليوم مع الحق، سيقف غدًا على أنقاض كرامته.

ختامًا، في ذكرى النكبة، نترحم على أرواح الشهداء، ونقبّل جباه الأسرى، ونصطف خلف كل مقاوم، ونتعهد أمام شعبنا بأن تبقى فلسطين في القلب، وفي الموقف، وفي التشريع، حتى يتحرر آخر شبر من أرضها، ويعود الحق إلى أصحابه.

النكبة ليست ذكرى، بل معركة مستمرة بين الصمت والخيانة، من جهة، وبين الكرامة والحق، من جهة أخرى. ونحن اخترنا أن نكون في صف الكرامة، حتى النهاية.



عدد المشاهدات : (4331)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :