مراقب فلسطين للأمم المتحدة: الأردن ومصر تصدرتا ملف تقديم المساعدات الإنسانية


رم - عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسته ربع السنوية المفتوحة حول "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين".

وترأس وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو الجلسة الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي.

فلسطين

قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة الوزير رياض منصور، إنّ التجويع يُستخدّم كسلاح حرب ضد سكان مدنيّين برمّتهم لا يزالون يتعرّضون للقصف دون هوادة.

وأضاف منصور، في كلمته، أن مجلس الأمن اعتمد قرارات ملزمة كانت لها أهداف واضحة: وضع حدّ لإراقة الدماء، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مَن هم في أمسّ الحاجة إليها، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، ومنع التهجير القسري وأيّ محاولات لضمّ الأراضي، وتحقيق حل الدولتين.

وأشار إلى أن العالم اجتمع خلف هذه الأهداف، ولكن مع ذلك فإن الواقع اليوم هو حصار عقابيّ معلَن فرضته إسرائيل على غزّة لحرمان مليونيّ فلسطينيّ نصفهم من الأطفال من الغذاء والماء والدواء والكهرباء، ومن جميع أساسيات الحياة الأخرى، في حين أنهم يتحمّلون ظروفا غير إنسانية ولا تُطاق.

وقال: "لا يوجد نقص في القنابل التي تسقط على غزّة، ولكن ثمّة نقص مفروض في كل شيء آخر"، مضيفا أن خطط التهجير القسري والضمّ جارية عل قدم وساق، والقادة الإسرائيليون لم يعودوا يشعرون بالحاجة إلى إخفاء نواياهم الشائنة.

وأكد منصور أنه "لا يمكننا أن نستسلم لهذا الوضع، وعلينا أن نضع حدا له، ويجب أن يتم استئناف وقف إطلاق نار فوري، ويجب تحقيق كل أهدافه"، معبرا عن أمله بأن تتمكن الولايات المتحدة ومصر وقطر وبدعم من المجتمع الدولي برمّته من تأمين العودة إلى وقف إطلاق النار من أجل الشروع بوضع حد لكل هذه المعاناة.

كما قال منصور إن "هناك ثمّة طريقة للخروج من هذا الكابوس وذلك لمصلحة الجميع، حيث إنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية أوضح أننا نريد السلام، ليس فقط لأنفسنا بل للجميع، ونحن ملتزمون بسيادة القانون الدولي، ونريد أن نرى القانون الدولي يسود. ونعتقد أن النهج السلمي هو النهج الذي من شأنه أن يحقّق حقوق الفلسطينيين، وليس هناك أي مبرر لإيذاء المدنيين سواء أكانوا فلسطينيين أم إسرائيليين".

وقال إن "المجتمع الدولي منذ مدّة طويلة عقد العزم على أنه ليس هناك شعوب كثيرة للغاية في الشرق الأوسط، ولكن هناك دولة مستقلة ناقصة فيه، ألا وهي دولة فلسطين المستقلة".

وأضاف أن "هناك حلول لأولئك الذين لا يبحثون عن أعذار لإطالة أمد الحرب والمعاناة الإنسانية التي لا تُحتمل. هناك حلول يمكن من خلالها ألا تعود حماس إلى حكم غزة، ويتم من خلالها وضع ترتيبات حكم انتقالية تمهد الطريق أمام السلطة الفلسطينية لتتولى كامل مسؤولياتها في قطاع غزة. هناك حلول لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في غزة، وبدون تهجير سكانها. وهناك حلول لإنهاء هذا الاحتلال والصراع غير الشرعيين ولبدء عصر من السلام والأمن والازدهار المشترك".

وأشار منصور إلى إن "الدول العربية أظهرت قيادة حظيت بإشادة عالمية، حيث توسطت كل من مصر وقطر لتحقيق وقف لإطلاق النار، وتصدرت دول عربية مثل الأردن ومصر ملف تقديم المساعدات الإنسانية، كما أن الجزائر والإمارات لهما دورا اساسيا في مجلس الأمن على مدى العامين الماضيين، بالإضافة إلى الدور القيادي للسعودية كرئيسة للجنة العربية الإسلامية، وكرئيسة مشاركة للتحالف العالمي مع النرويج والاتحاد الأوروبي، وكرئيسة مشاركة لمؤتمر السلام في حزيران/ يونيو مع فرنسا".

وبين أن الشركاء الدوليون رحبوا بهذه المبادرات، وانضموا إليها، وساهموا فيها، وساعدوا على دفعها قدما في سبيل التوصل إلى سلام عادل ودائم، مضيفا أنه "لم يكن الزخم الدولي أقوى مما هو عليه اليوم لمواجهة واقع قاتم لم يكن أكثر ظلمة من قبل. نرى هذا الزخم هنا في المجلس، وفي الجمعية العامة، وفي محكمة العدل الدولية. جميعهم مصممون على الدفاع عن القانون الدولي، وإنهاء هذا الظلم المؤلم والتاريخي".

وقال: "مع اقتراب مؤتمر حزيران/ يونيو بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، ندعو جميع الدول إلى بذل كل ما بوسعها لاحترام القانون الدولي، ودعم حقنا في تقرير المصير، وإنقاذ السلام".

كما دعا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك دون تأخير، كإشارة واضحة على أنها لن تتسامح مع تخريب حل الدولتين.

كذلك، دعا منصور جميع الدول إلى اتخاذ تدابير ضد الاستيطان والضم والتهجير القسري، ووضع حد للوجود غير القانوني لإسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، تماشيا مع رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري، وإلى دعم الحكومة الفلسطينية التي أظهرت التزاما واضحا بالإصلاح والسلام، ودعم خطة الإعمار العربية سياسيا وماليا، ومواصلة دعم الأونروا.

وقال منصور إن "الشعب الفلسطيني في قفص، يُقتل ويُجَوَّع يومًا بعد يوم. وإن أعظم مخاوفنا أن العالم بات يعتاد مثل هذه الفظائع. وأنه، رغم إدانته لأفعال إسرائيل، يشعر بالعجز عن إيقافها. لكننا نطلب من جميع الدول ألا تستسلم لهذا العجز الذي تفرضه على نفسها".

وأكد "أن هذه الفظائع لا مبرر لها، لا أخلاقيا ولا قانونيا. يجب أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية. ويجب أن تنتصر الحياة"، مشددا على أن الشعب الفلسطيني حماية دولية ما دام محاصرا تحت الاحتلال العسكري.

وأكد أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يترافق مع إنهاء الاقتحامات والقمع التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين في مختلف مناطق الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وأشار منصور إلى الخطاب المضلل الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قبل يومين، وأصر فيه مرة أخرى على أن حل الدولتين يعني تدمير إسرائيل.

الجزائر

عبر مندوب الجزائر عن رفضه للتقاعس غير المقبول من قبل مجلس الامن تجاه مأساة الشعب الفلسطيني، مطالبا بضرورة انهاء العدوان الاسرائيلي المستمر ضد المدنيين.

وأشار إلى أن كل الجهود التي بذلت لم تمنع الاحتلال من الاستمرار في حملات التطهير العرقي والعقاب الجماعي والتدمير المنهجي لحياة الفلسطيني أمام فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن.

واعتبر أن غياب المساءلة وازدواجية المعايير وغياب القانون الدولي شجعت الاحتلال على الاستمرار في عدوانه، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من القتل والتهجير والدمار الجماعي وقد تم التخلي عنهم وتركوا يواجهون أكثر القوات العسكرية قساوة في العالم

وقال مندوب الجزائر إنّ ما يحدث ليس حربا بل عملية دمار منظمة ومنهجية.

ولفت الى أن غزة تعتبر الكارثة الانسانية الاسوأ وتعكس فشل المجتمع الانساني الدولي أمام الحصار الذي فرضته اسرائيل والآن الغذاء ينفذ في غزة بالكامل، وإسرائيل لا تخوض حربا بل تحاول محو شعب وعلينا فرض وقف إطلاق فوري للنار قبل فوات الأوان ناهيك عن الوضع في الضفة الغربية من توسع للاستيطان والتهجير والاعتداء على الأماكن المقدسة وعمليا الاعتقال وتدمير المنازل فالاحتلال يحاول الحد من كرامة الفلسطيني ومحو هويته.

بنما

عبر مندوب بنما عن ادانة بلاده للحرب في غزة، التي ادت الى الكارثة الانسانية الأكبر في التاريخ، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الانسانية إلى غزة وأن الحل يجب أن يسمح اعادة بناء الحوكمة وحماية المدنيين والعاملين في المجال الانساني.

وتناول تدهور الأوضاع في الضفة الغربية من تزايد القيود على الحركة والعنف مطالبا باحترام القانون الدولي في هذا الإطار.

بريطانيا

دعا وكيل وزارة الخارجية البريطانية راي كولينز، إلى العودة لوقف إطلاق النار لإنهاء هذا النزيف الدموي الرهيب.

وأعرب عن قلق بالغ بشأن نفاد مخزونات الغذاء التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في غزة، مشيرًا إلى أن "من غير المقبول أن تمنع إسرائيل دخول الدعم الإنساني إلى غزة لما يقرب من شهرين".

وأكد أنه: "يجب أن يتمكن موظفو الأمم المتحدة وغيرهم من تقديم المساعدات المنقذة للحياة بأمان، ووفقًا للمبادئ الإنسانية".

الدنمارك

سلطت السفيرة الدنماركية كريستينا ماركوس لاسين الضوء على تدهور الوضع في غزة، حيث لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إنسانية منذ ما يقارب الشهرين.

وأعربت أيضًا عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن برنامج الأغذية العالمي قد استنفد جميع مخزوناته من الطعام، وأضافت أن العائلات "تُبلغ عن إنهاك تام نتيجة تنقلها المتكرر بسبب أوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي."

وقالت: "سنواصل تذكير إسرائيل بأنه يجب أن تدافع عن نفسها ضمن حدود القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي."

الولايات المتحدة

قالت السفيرة الأميركية والممثلة المؤقتة دوروثي شيا إن هناك حاجة إلى "تفكير جديد" لتحقيق السلام الدائم والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، بما يوفر الفرص لجميع شعوبها.

وفيما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية في غزة، قالت: "لا أحد يريد أن يرى المدنيين الفلسطينيين جائعين أو عطشى."

وأضافت: "اتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يهيئ الظروف لتدفق المساعدات الإنسانية".

باكستان

قال السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد أمام مجلس الأمن إن المأساة التي تتكشف في غزة "غير مسبوقة"، سواء في حجمها أو في لا إنسانيتها.

وأضاف: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي تدمير ممنهج لشعب ومحو لحق أمة في الوجود"، واصفا الغارة الإسرائيلية على مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في وقت سابق من هذا الشهر بأنها "مجزرة مروّعة".

وأشار إلى أن استهداف المدنيين والبنية التحتية الأساسية عمدا، واستخدام التجويع، وحرق العائلات النازحة في الخيام، "ليست أضرارا جانبية للحرب، بل هي أدوات حرب".

وتابع: إن انتهاك إسرائيل الأحادي لوقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، "كان خيارا متعمّدا للعودة إلى الحرب بدلا من الدبلوماسية".

وقال السفير الباكستاني: "أمام هذا الظلام والدمار، يجب أن يتحرك العالم، وأن الوضع القائم لا يمكن تحمّله".

ودعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان وصول إنساني كامل وبدون عوائق، وأفق سياسي واضح قائم على إقامة دولة فلسطينية.

البرتغال

شدد ممثل البرتغال، على أن الوضع في قطاع غزة يتطلب من الجميع العمل لإنهاء الحرب واستئناف وصول المساعدات الانسانية دون عراقيل.

روسيا

تحدث ممثل روسيا، عن الجرائم التي ارتكبتها وما زالت اسرائيل تجاه الفلسطيني في غزة، وبحق العاملين في المجال الانساني وهي الجرائم التي يجب ان تتوقف فورا لا سيما في ظل نفاذ المخزون الغذائي وخطر المجاعة الوشيكة التي تهدد قطاع غزة.

وطالب بالحفاظ على الدور الذي تقوم به الاونروا وعدم تقويض عملها.

وأكد ممثل روسيا أن التصريحات التي تصدر بمنع اقامة دولة فلسطينية مرفوضة والاستمرار في بناء المستوطنات يجب أن تتوقف فهذا يهدد اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، آملا بتحقيق التقدم في المفاوضات لتمهيد الطريق امام اعادة الاعمار وتدفق المساعدات الإنسانية.

النرويج

طالبت مندوبة النرويج، بوضع حد للقتال وافساح المجال لإدخال المساعدات فورا، معتبرة أن مستقبل غزة يجب أن تحدد معالمه من قبل الفلسطينيين.

ودعت المجتمع الدولي إلى ضمان حقوق الشعب الفلسطيني والعمل لمنع وقف عمل الاونروا ووقف حد لعمليات النزوح القسرية وعدم التوسع في الانشطة الاستيطانية التي يجب ان تتوقف والالتزام بحل الدولتين.

فرنسا

أكد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بصفته الوطنية، في كلمته، التزام فرنسا بحل الدولتين.

وقال إن الأولوية الأولى لفرنسا هي إيقاف "الأعمال العدائية لإنهاء معاناة المدنيين"، مضيفا أن هناك حاجة لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة.

وأشار بارو إلى "الوضع في غزة كارثي"، داعيا إسرائيل إلى رفع جميع القيود للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وأضاف أن الأولوية الثانية لفرنسا هي المساعدة في إعادة إعمار "الأراضي التي دمرها الصراع"، والأولوية الثالثة هي العمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين، مضيفا أن فرنسا تنظم بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية مؤتمرا دوليا حول تنفيذ حل الدولتين في يونيو/حزيران المقبل.

وفا



عدد المشاهدات : (4571)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :