الـمـلك فـي « بـــلاد البرتقــال » والفلـين !!!


هو بلد البرتقال.. وليس بلد ''البرتقال الحزين''.. تمييزاً له عن فلسطين في رواية غسان كنفاني..

البرتغال تخلفت عن الركب الاوروبي ويبدو انها عُزلت وحُوصرت حتى ان دول اوروبا الشرقية المنضمة للاتحاد الاوروبي اعطيت افضلية عليها. وتعثر النهضة البرتغالية الذي سببه الجنرالات في صراعاتهم على السلطة افرز تخلفاً اصاب البرتغال في بقاء نسبة الامية بين المواطنين حيث بلغت قبل عدة سنوات 15% كما ان نسبة الجامعيين الى عدد السكان ممن هم في سن 30 سنة لا يتجاوز 10% وهي نسبة اقل بكثير من الاردن الذي يكاد يكون في مقدمة دول العالم نسبة تعليم جامعي.. والتنظيم الاداري في البرتغال لا يفهم بسهولة وهناك خطط لتطويره بعد سنوات طويلة من تطبيقه فهناك خمس مناطق وثماني عشرة مقاطعة ومنطقتين تتمتعان بحكم ذاتي و(28) مديرية اخرى وفي التقسيم الاداري الادنى هناك (300) دائرة و(4200) بلدية والبرتغاليون بصدد اعادة بناء نظام اداري جديد واصلاح اداري على شكل اقاليم تختصر هذا التشتت وتعيد بناء اللامركزية انطلاقاً من العاصمة لشبونه التي لا يزيد عدد سكانها عن (850 الف نسمة).. وعدد سكان البرتغال جميعهم لا يزيد عن ( 5,10) عشرة ونصف مليون نسمة حوالي 68 % منهم في الريف..

هذه هي الزيارة الاولى لجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله الى البرتغال وهي زيارة رسمية اذ كان الرئيس البرتغالي انيبال انطونيو كافاكو سيلفا والسيدة عقيلته قد زارا الاردن في 18/2/2008 وفي الكلمة التي القاها الرئيس البرتغالي آنذاك على مأدبة العشاء في عمّان قال كلمات مؤثرة مازلت اذكرها '' ان صوت الاردن يحظى باحترام خاص في المجتمع الدولي نظراً لاسهاماته الكبيرة في السلام والاستقرار ليس في المنطقة وانما ايضاً على المستوى الدولي''!!..

تطور البرتغال على مختلف الاصعدة وخاصة دورها النامي داخل الاتحاد الاوروبي يلفت الانتباه ويجعل منها شريكاً يرغب الاردن في التعامل معه والاستفادة من عوامل واسباب نهوضه.. ولعل التعاون الذي بدأ يتوثق بين البلدين على مستوى الاستثمارات واتساع التصدير ووجود سوق مناسبة لتصدير الدواء الاردني الذي نجحت اكثر من شركة اردنية في الوصول اليه بكفاءة لعل ذلك يحفز المزيد من رجال الاعمال الذين تدشن الزيارة الملكية الى لشبونه الطريق لهم ليتواصلوا لاحقاً مع نظرائهم في الفرص المتاحة..

والملامح الاجتماعية للبرتغاليين تتشابه مع الشعوب الشرقية في نزعة الشعب البرتغالي للزينة والتزيين اذ طوّر المعماريون والفنانون طرازاً يستغرق في التزيين عرف باسم ''المانويلي'' نسبة الى الملك مانويل الأول الذي حكم في عام 1495 وتشكلت به العديد من الكنائس قبل ان يبدأ البرتغاليون تغيير هذا النمط والولع بالكاريكاتور السياسي والشعر والقصص والاغاني الحزينة على الجيتار والتميز بالصناعات اليدوية مثل الادوات الخزفية والدانتيل والشراشف والكتان وبشهرة واسعة..

كما ان الملامح الاجتماعية للأسر البرتغالية وخاصة في الريف ما زالت تحافظ على التقاليد إذ يتمتع البرتغاليون بروابط عائلية قوية اكتسبوها من العرب والمسلمين الاوائل الذين حكموهم إذ يميل الناس القادمون من الريف الى المدن للحفاظ على علاقات وثيقة مع اقاربهم في الموطن الاصلي.. ومنذ ثورة القرنفل عام 1974 حين اطاح ضباط الجيش بالحكم الدكتاتوري تمتعت البلاد بنظام ديموقراطي مكون من الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان والنظام القضائي.رئيس الجمهورية ينتخب مباشرة من الشعب كل خمس سنوات ويقوم بتعيين رئيس الوزراء والوزراء اعتمادا على نتائج الانتخابات البرلمانية حيث يبلغ عدد اعضاء البرلمان البرتغالي (230) عضوا ينتخبون كل اربع سنوات والمحكمة العليا هي أعلى محكمة في البلاد كما تقوم المحكمة الدستورية بفحص القوانين الصادرة وأهم الاحزاب ثلاثة هم الاشتراكيون والديموقرطيون الاجتماعيون وحزب الشعب ويبدو ان الحديث عن النظام السياسي في البرتغال وتطوره السريع المصاحب للتطوير الاداري للمواقع الجغرافية أعجب المهندس ناصر اللوزي رئيس الديوان الملكي الذي كان يرغب بالاطلاع اكثر على التجربة البرتغالية في هذا المجال وفي مجال اللحاق بالتقدم الاوروبي وخاصة منذ انضمام البرتغال للاتحاد الاوروبي عام 1986 وتحول اقتصادها من زراعي الى متنوع ومن متخلف الى متطور وتطور قطاع الخدمات الذي يشكل ثلثي الناتج القومي والذي يعكس انفتاحا واكب تجربة البرتغاليين في مجال الخصخصة للعديد من الشركات الحكومية وجعل اليورو العملة المتداولة منذ 2002 مما جعل النمو الاقتصادي يتجاوز 3% وجعل البرتغال من الاسواق الواعدة.البرتغاليون يتطلعون ايضا الى اصلاحات اقتصادية للحفاظ على تنافسية قوية مع الجوار الاوروبي وهم ينافسون في الزراعة التي تواجه تحديات وخاصة الفلين الطبيعي..

العشاء البرتغالي الدسم من لحم البقر يصاحبه موسيقى ''الفادو'' وهي الموسيقى الشعبية الاولى في البلاد التي تتميز بمواويلها وايقاعها الحزين واختلاط الحب بالسعادة بالالم.. وهي موسيقى قادمة من تاريخ وجود العرب في تلك البلاد التي مازالت تتدفق بالشعراء اذ لكثرتهم يطلق على البرتغال اسم بلد الشعراء وعلى رأسهم لويس دي كاموس وفرناردو بيساو وغيرهم...




عدد المشاهدات : (3912)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :