الملك ووالد الشهيد «الزيود» .. لحظات مؤثرة في ذاكرة الأردنيين


رم - حيدر المجالي

المشاهد الأنسانية المؤثرة قلما تتكرر، وحين يصور المشهد موقفا عظيما بين أبوين للشهيد، أب وملك، اسر القلوب حين اغرورقت عيناه، وهو يحضن والد البطل الشهيد الرائد راشد الزيود خلال تكريمه بالوسام الخاص المرصع.
تلك وقفة ستبقى مختزنة في ذاكرة الاردنيين، لانها عكست حب القائد لجيشه، ولأبنائه الذين نذروا انفسهم لحماية الوطن، والذود عن حياضه بالمهج والارواح.
وحين تمت المناداة على اسم الشهيد للتكريم خلال التكريم في موقف لن ينساه الاردنيون، دبت القشعريرة في اجساد الجمع، الذين تأهبوا لمتابعة حرارة اللقاء بين أب الشهيد اللواء الركن حسين الزيود وبين جلالة الملك.
فكانت لحظة مؤثرة بكل ما تحمله من ابعاد انسانية، ومشاعر فياضة، لكنها توثق للقاء الرجال بالرجال.
هذا الأب يعلم كيف تكون التضحية، أمام ملك يعرف جنده، ويعلم بأنه بنى مغوارا من الأشاوس، ومن ورائه الأسرة الاردنية، التي تعي معنى الشهادة والذود عن حياض الوطن، بالدم والأرواح.
فجاءت اللحظة التي قابل فيها القائد واحدا من قادة جيشه الغر الميامين وهو الذي استقبل استشهاد نجله الرائد راشد الزيود بفرح الابطال الذين لا تلين لهم قناة إن دعا داعي الوطن.
الأردن يكبر بقوة وعزة ابنائه وبشموخ قائده، فيبقى عصيا على الاختراق، وكل من يقترب من عرينه فمصيره معروف، ولذلك تبقى الجرذان تدور حوله خائفة مرعوبة، أمام قوة تملكت قلوب ابنائه بالايمان والانتماء.
فالاستقلال عنوان كبير، لمسيرة دولة زرعها ملوك بني هاشم، فاينعت وازهرت، واصبحت شجرة باسقة وارفة الظلال، فتكونت قناعة في عقول نشامى الوطن ونشمياته، ان وطنهم يختلف عن كل الاوطان، وحين يشتد الوغى ويكبر الخطب يهب الجميع بلا استثناء للدفاع عن هذا الحمى الغالي.
احرى بنا ان نستذكر هذه الذكرى العطرة، التي سطرها الشريف الحسين بن علي بمداد من نور، ونحن اذ نحتفي بها كل عام؛ انما نستعيد امجادا وبطولات الرجال، الذين تربى على ايديهم رجال لا يهابون الموت، ولا يركعون الا لله، هاماتهم مرفوعة. وطنهم يكرمهم سواء كانوا احياء على خط النار يسهرون على حماية وطنهم وامن شعبهم، ام ارتفعت ارواحهم شهداء الى بارئها.
حمى الله الاردن ساميا وشامخا بين الامم وحمى مليكه المفدى. الرأي





عدد المشاهدات : (3497)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :