نسخة "مو" المرعبة .. أقوى 5 أدوار لعبها محمد صلاح في ملحمة جنوب أفريقيا


رم - لم تكن مباراة مصر ضد جنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية مجرد 90 دقيقة عبر فيها الفراعنة إلى دور الـ16، بل كانت مسرحاً شهد ميلاد نسخة جديدة واستثنائية من قائد المنتخب محمد صلاح، نسخة يمكن وصفها بالمرعبة للمنافسين، حيث تخلى نجم ليفربول عن أي تحفظات، وظهر بشراسة تكتيكية وذهنية لم نعهدها من قبل بقميص المنتخب، لم يكن صلاح مجرد هداف سجل هدف الفوز، بل كان منظومة متكاملة تتحرك على العشب.

في هذا التقرير، نستعرض بالتفصيل 5 أدوار بطولية لعبها الملك المصري وحسمت الملحمة لصالح الفراعنة:

1- الخبث الكروي الحميد.. صناعة الحل من العدم

في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وبينما كانت المباراة تتجه لتعادل سلبي محبط، ظهر ما يمكن تسميته بدهاء السنين، صلاح في هذه اللقطة لم ينتظر الهدية من خط الوسط، ولم يقف متفرجاً بانتظار كرة أمام المرمى. لقد قرر أن يصنع الحدث بنفسه.

توغل صلاح داخل المنطقة كان مدروساً بعناية فائقة، حيث استدرج المدافع الجنوب أفريقي (موداو) وأجبره بذكاء -أو خبث كروي مشروع- على ارتكاب المخالفة. 

الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 45 ليس مجرد مهارة، بل هو قمة التركيز الذهني والقدرة على لدغ الخصم في الوقت القاتل، ليثبت أنه قادر على ابتكار الحلول الفردية حينما تغيب الحلول الجماعية.

2- التمرد على المنطقة الآمنة.. محرك لا يتوقف

لغة الجسد لا تكذب؛ صلاح في هذه المباراة قرر الخروج من المنطقة المريحة على الطرف الأيمن، لم نره واقفاً ينتظر الكرات الطولية ليركض خلفها، بل شاهدنا لاعباً جوكر يتحرك باستمرار بين الجناح وعمق الملعب.

هذا الدور تعاظم بشكل مذهل في الشوط الثاني، تحديداً بعد خروج عمر مرموش؛ إذ حمل صلاح عبء الهجوم بمفرده تقريباً، تحركاته في العمق لاستلام الكرة من المدافعين، ثم الانطلاق بها لكسر خطوط الضغط، عكست مجهوداً بدنياً جباراً لا يقوم به إلا لاعب يضع الفوز مسألة حياة أو موت، متخلياً عن أي تعالٍ على أدوار الملعب الشاقة.


3- التضحية بـ"الشو".. القائد خادم للفريق

قد لا يلاحظ المشاهد العادي هذا الدور، لكن التحليل الفني يكشف معدن صلاح الحقيقي في تلك الليلة، كان "مو" يدرك جيداً أن 3 مدافعين يراقبونه كظلهم، فاستغل ذلك لصالحه بذكاء شديد.

لقد تعمد صلاح في أوقات كثيرة النزول لاستلام الكرة وسحب كتلة الدفاع الجنوب أفريقي نحوه، فقط من أجل تفريغ مساحات شاسعة للقادمين من الخلف أو لزملائه في الطرف الآخر. 

هذه التضحية بفرصته في التسديد أو المراوغة من أجل مصلحة المجموعة هي سلوك قائد ناضج يريد رفع الكأس، لا مجرد نجم يبحث عن اللقطة أو الأرقام الشخصية.


4- الروح القتالية.. رسالة غضب في وجه الجميع

منذ الدقيقة الأولى، كانت عينا صلاح تقدحان شرراً، وقد بدا وكأنه في مهمة ثأرية ضد كل من شكك في ولائه أو شغفه مع المنتخب. هذه الروح القتالية تجلت في التحاماته البدنية القوية، وفي ركضه الماراثوني للضغط على المدافعين وحارس المرمى حتى الدقيقة الأخيرة.

صلاح يفرغ غُل موسم محبط مع ليفربول على المستوى الشخصي وتراكمات سنوات من الانتقاد في هذه البطولة؛ إصراره على القتال على كل كرة ميتة كان رسالة صامتة لكنها مدوية: أنا هنا لأثبت أن العيب لم يكن فيّ، هذه الروح بثت الرعب في قلوب لاعبي "البافانا بافانا" وجعلتهم يفقدون تركيزهم أمام هذا الإصرار الجارف.


5- الجنرال في الميدان.. إدارة الأزمة بعد طرد هاني

لعل الدور الأخطر والأهم ظهر بوضوح بعد طرد محمد هاني والنقص العددي. هنا تحول صلاح من مهاجم إلى قائد أوركسترا لتهدئة اللعب.

رأينا صلاح يعود لمساندة الدفاع، يتحدث مع اللاعبين لرفع معنوياتهم، ويحتفظ بالكرة تحت ضغط رهيب ليكسب ثواني ثمينة تمنح دفاعه فرصة لالتقاط الأنفاس. 

تصرفاته منحت الثقة لزملائه بأن المباراة لا تزال في المتناول رغم الطرد. لقد كان المدرب داخل المستطيل الأخضر، يدير الأزمة بحكمة وهدوء، مانعاً الفريق من الانهيار النفسي، ليؤكد أن شارة القيادة ليست مجرد قطعة قماش، بل مسؤولية حملها "مو" باقتدار.





عدد المشاهدات : (4662)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :