لماذا يزن؟


رم - د. عساف الشوبكي

أكاد أجزم أن الأردنيين لم يفرحوا البارحة بفوز منتخبنا الوطني على المنتخب العراقي الشقيق في الدور الثاني من بطولة كأس العرب.

وأكاد أجزم أن محركات البحث على النت في الأردن لم تبحث البارحة إلا إجابة سؤال واحد .. ماهو الرباط الصليبي؟.

لماذا ؟
الجواب ببساطة لأن اللاعب يزن النعيمات قدم لوطنه كل ما يستطيع من أجل رفعته وإعلاء شأنه في هذا المجال الرياضي وفي كرة القدم تحديداً، وذهب هو وزملاؤه بالأردن للتأهل إلى كأس العالم 2026 كاول منتخب عربي يتأهل لهذا الإجتماع الرياضي العالمي ، وأسعدوا الأردنيين المتعطشين للسعادة والإنجاز .

ولذلك تعاطف الأردنيون مع إبنهم، نعم إبنهم يزن البارحة واليوم وحتى يشفيه الله هو إبن كل أسرة أردنية، يزن جَسّدَ وحدتنا الوطنية بأبهى صورة، تعاطف الشعب ،"أُسرةواحدة" وحزن لإصابة البطل يزن النعيمات أثناء أداء واجبه الوطني في مباراة أمس في الدوحة عاصمة قطر الشقيقة، التي شخصها الأطباء بقطع في الرباط الصليبي الأمامي في ساق اللاعب المعطاء ..

وكان المواطنون في هذا الوطن الأبيّ كالجسد الواحد، كما قال صلى الله عليه وسلم:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"

والله أننا سهرنا البارحة ولم ننم وأوجعنا وجعُ يزن هذا الصنديد الذي تحامل على آلمه ونفسه ورفع علم وطنه الأردن عالياً بعد انتهاء المباراة.

مِثلُ يزن من يستحقون التكريم ومِثلُ يزن من يستحقون الأوسمة ومِثلُ يزن من لا يسعون للتكريم ولا للأوسمة لأنهم يعملون "بروح" الوطن وحبه والتضحية بالغالي والنفيس من أجله.

متى يحرك الأردنيون محركات البحث بحثاً عن إنجاز كبير للحكومة او لمسؤول فيها يُحسِّنُ حياةَ الشعب ويشعر معهم ويتلمس احتياجاتهم وهمومهم ومطالبهم ويلبيها.؟

ومتى يحرك الأردنيون محركات البحث للبحث والحصول على معلومات صادقة عن طريق الإنترنت عن موقف واحد اتخذه مجلس النواب… مجلس الشعب انحاز فيه إلى جانب الشعب الذي أصبح أكثره فقراء؟

بل ومتى يحرك الأردنيون محركات البحث للتعرف على أسماء وزرائهم ونوابهم؟
ومتى يحرك الأردنيون محركات البحث للبحث عن إسمٍ لرئيسِ وزراءٍ غيرَ وصفي.




عدد المشاهدات : (4350)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :