خالد سعد .. عذر مش مقبول والهروب لا ينفع


  • هل يتم تشكيل لجنة تحقق ومحاسبة
  • لا يمكن تفصيل القرعة حسب المزاج
  • ما هي أسباب الإخفاق إن لم يقصر أحد يا خالد سعد
رم - خاص

مرة أخرى، يخرج منتخب وطني في الفئات العمرية من استحقاق رسمي بلا إنجاز، ومرة أخرى نحصل على بيان ناعم مليء بالشكر والثناء، وفقير بالاعتراف، وغائب تماماً عن تحمّل المسؤولية، مدرب منتخب الأردن تحت 17 عاما خالد سعد ودّع تصفيات كأس آسيا، بعد فشل في التأهل، وبعد خسارة لقب إقليمي سابق، ليقدّم للجمهور منشورا على فيسبوك أقرب إلى رسالة وداع بروتوكولية، لا إلى قراءة فنية تليق بحجم الإخفاق.

اللافت في ما كتبه خالد سعد ليس ما قاله، بل ما تهرّب من قوله، شكر الاتحاد، وأشاد بالدعم، وأكّد أن كل شيء كان متوفرا، شكر الجهاز الفني والإداري والطبي، امتدح اللاعبين وروحهم وأداءهم، رضي عن المستوى الفني، ثم، اعتذر اعتذارا عاما بلا مضمون، فمن يتحمل المسؤولية وما هي الأخطاء، خاصة وأن هذا المنتخب يضم نخبة من اللاعبين والمواهب التي ينتظرها مستقبل.

وهنا السؤال الذي لا يريد المدرب الإجابة عنه، إذا كان الاتحاد لم يقصّر، واللاعبون قدّموا كل شيء، والجهاز الفني عمل بإخلاص، والمعسكرات كانت في أوروبا وإفريقيا وآسيا، والصرف المالي كان كبيرا على مدار عامين… فمن فشل؟.

الاعتذار الحقيقي لا يكون بجملة محفوظة في نهاية بيان شكر، بل باعتراف واضح بالأخطاء، وبمصارحة الجمهور بالقرارات الفنية الخاطئة التي كلّفت المنتخب التأهل. أمّا أن يُختزل الفشل في “قوة المجموعة” و”مستوانا الرابع قبل القرعة”، فتلك حجج لا تصمد أمام التحليل الفني.

منتخبا أستراليا والعراق اللذان يتم استخدامهما اليوم كفزاعة تبريرية لم يكونا في حالة فنية استثنائية، والمنتخبات الأخرى في المجموعة كانت دون المستوى، الفرصة كانت حقيقية، بل واقعية جدا، لكنها ضاعت بسبب خيارات فنية، وإدارة مباريات، وتعاطٍ محافظ في لحظات كان يجب أن يكون فيها القرار جريئا.

ولكن الخطير هو إلقاء اللوم على القرعة، وهل كان الاتحاد يمتلك ترف تفصيل القرعة على هوا المدرب، واختيار فرق المجموعة لتتناسب مع طبيعة المنتخب وقوته لكي يتأهل، فهذا كلام خطير للغاية.

أن تضيّع ركلة جزاء، أو تخسر مباراة بفارق هدف، فهذا جزء من كرة القدم، أما أن تضيع مشروع إعداد لعامين كاملين، فهذا اسمه خلل فني يتحمّل مسؤوليته المدرب أولا وأخيرا.

ما كُتب لا يحمل روح الفروسية التي كنا ننتظرها، لا توجد جملة واحدة تقول أنا أخطأت هنا، لا يوجد موقف شجاع يقول: هذه قراراتي، وهذه مسؤوليتي، بل على العكس، هناك إحالة ناعمة للفشل على، “الظروف” و”القرعة” و”التفاصيل”.

والأخطر من ذلك، أن هذا الخطاب يُشبه محاولة إغلاق الملف قبل فتحه، والهروب من المساءلة عبر بوست وداعي مهذّب.

اليوم، الكرة ليست في ملعب خالد سعد وحده، الكرة في ملعب الاتحاد الأردني لكرة القدم، هل سيتم الاكتفاء بهذا البيان؟، أم سيتم تشكيل لجنة فنية حقيقية تراجع نتائج المنتخبات السنية، وعلى رأسها منتخب تحت 17 عاما، وتحاسب من قصّر؟.

كرة القدم لا تُدار بالمجاملات، ولا تُبنى بالشكر المتبادل بعد الإخفاق، ومن لا يملك شجاعة تحمّل المسؤولية، لا يملك شرعية الاستمرار.

السؤال الأخير، والأبسط، والأكثر قسوة، هل كان هذا المنشور اعتذارا؟ أم محاولة هروب أنيقة من المساءلة.



عدد المشاهدات : (5406)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :