النّقلة النوعية التربوية المنشودة


رم - د. عزت جرادات


*​قامت إحدى الدول الصغيرة بوضع خطة تنموية للإرتقاء بمستوى الفرد والمجتمع معاً، إقتصادياً وإجتماعياً، وتوصلت إلى أن الأداة الرئيسية لذلك تتمثل بالتعليم فمن خلاله يمكن لها تحقيق مستويات أفضل في مختلف مجالات المجتمع، وبخاصة في مجال حزمة الخدمات الاجتماعية المتمثّلة بالتعلم والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية- الأسرية فوضعت منظومة تربوية/ تعليمية تشتمل على (الطالب والمعلم والمنهاج) فالطالب هو محور العملية التربوية وهو هدف التنمية وأدائها، والمعلم هو العنصر التنفيذي للعملية التعليمية- التعلمية، والرسالة بينهما، أي بين الطالب والمعلم هي المنهاج، والنتيجة المنتظرة هي إعداد موارد بشرية مؤهلة بمهارات أدائية تتماشى مع متطلبات العصر.
*​فاعتمدت المناهج التي تحقق تلك النوعية من المخرجات أو الموارد البشرية باكتسابها مهارات العصر الأساسية، والمتمثّلة باكتساب مهارات التفكير وآلياته، نقداً وإنتاجاً وإبداعاً واكتسابها للقيم المجتمعية المثْلى مثل تقدير المسؤولية الفردية والإجتماعية والإحترام المتبادل مع الآخرين، والتثقيف الذاتي والإرتقاء باللغة الوطنية بجانب اللغة التي تسود عالم المعرفة والتكنولوجيا، وبذلك تكون هذه المخرجات أو الموارد البشرية قابلة للتدريب والتأهيل لتلبية مهارات المهن المتجددة والمتغيرة كما وضعت العلوم والرياضيات والقرائية على سُلّم أولويات إهداف التربية والعملية التعليمية- التعلمية، بإعتبارها أدوات العصر في عملية التمكين التعليمي.
*​واعتمدت المعلم أداة تنفيذية فعّالة لإحداث نقلة نوعية في العملية التربوية فهو (كمتعهّد) للمشروع التنموي لإنتاج الشخصية الوطنية المتمسكة بهويتها الوطنية وتتمتع بسلوك النزاهة والإنسجام المجتمعي، والقدرة على التعامل مع المتغيرات التكنولوجية ونقلها إلى الحياة المجتمعية.
*​أدّت تلك المنظومة، الطالب والمعلم والمنهاج، بتفاعلها التعليمي- التعلّمي، أدّت إلى إيجاد جيل ذي كفاءة عالية، وكانت التجربة في إهتمام المجتمعات التي تتطلع إل بناء المستقبل الواعد، بما يعني ذلك من الإزدهار المعيشي والمجتمعي والسلوكي.
*​لقد توافر للأردن، أن يعتمد مثل هذه التجربة لا نقلاً، بل تخطيطاً وطنياً يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم، وإعتماد المناهج التي تركّز على تعليم التفكير، نقداً وإنتاجاً وإبداعاً، ووضع خطط ومشاريع للإستثمار في المعلم إعداداً وتأهيلاً وتدريباً، وأتاحت للطلبة الفرص الأفضل للتعليم والتعلّم والمشاركة التنافسية العالمية، وبخاصة في العلوم والرياضيات والقرائية كل ذلك، على أمل إحداث النقلة النوعية في سماتِ الخريج الأردني من المؤسسات التربوية والتعليمية، لتمكينه من الإسهام في تطوير مجتمعه.



عدد المشاهدات : (4136)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :