رم - بقلم الدكتور الدكتور سامي العموش
كثر الحديث في الاونه الأخيرة عن الاستثمار ومعوقات الاستثمار وإجراء الكثير من التعديلات على كثير من القوانين التي تخص الاستثمار وأصبح حديث الشارع عن ايجاد بيئة مناسبة لذلك ولكننا في الحقيقة نفتقد الأسباب الحقيقية والتي تتكلم عن بيئة استثمارية غير مترددة وان يكون للقرارات التي لا ترتجف ولا تخاف طالما هي متجهة نحو امر يتعلق بالبلد وإدامة الاستثمار فيه .
يقولون الكل يدعم الاستثمار ويتحدث عن الاستثمار ولكننا في الحقيقة كمن يتحدث عن البحر يزور البحر ولا يسبح به خوف من الغرق سواء على المستوى الداخلي أو في جذب مصادر الاستثمار ولنكن صريحين بما مرت به الأردن من تجارب استثمارية بدأت هنا ثم انتقلت إلى تركيا والى مصر حتى إلى سوريا وهنا السؤال يكبر لماذا !! ونحن الاوائل ولدينا من الإبداع والشباب الناضج والقادر على العمل ولكن الجواب بكل بساطة بأن هناك اقلام ترتجف تخاف القرار وتنتظر سماع الإشارة بأن عليكم ان تنتظروا ويكون الانطلاق على طريقة الفزعة نار تقوى ثم تهمد وهذا ما نتحدث عنه في البيئة الاستثمارية فيما لو سألت مستثمر كم تحتاج من الوقت للقيام بالإجراءات الأولية لتحقيق الهدف المطلوب ثم هناك سؤال يبرز آخر بأن سرعان ما تنجح منطقة معينه إلا ويتجه الرقيب المالي لفرض الضرائب وكأن هناك جهة خفية لا تريد النجاح وتحقيق الفائض وزيادة فرص التشغيل والتخفيف من الفقر والبطالة .
الكل يدعي انه يدعم الاستثمار وأنه يقف وراءه وآخر حديث سمعته بأن احد الوزراء يأتي قبل الدوام ويخرج في وقت متأخر وهذا ليس مقياس فالإنجاز يمكن فهمه على الأساس النوعي لا الكمي أي ليس بعدد الساعات وهنا تبرز مشكلة أخرى هي التعامل مع الفوائد المترتبة على الاقتراض وفترات السداد فالمشاريع الاقتصادية تحتاج إلى تمويل وفترات سداد اطول وعائد اقل حتى نشجع الاستثمار ونبتعد عن الادخار وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا بوجود سياسة مالية تتدعم الاستثمار وتوجد بيىة قابلة لذلك وان نتجه بالاستثمار شمالا وجنوبا أي نغطي أنحاء المملكة حتى يتأكد كل مواطن بأن هو مستفيد وان لا يقتصر على بناء الفنادق التي هي الجزء الأكبر من موظفيها من الخارج فكلما كان الاستثمار شموليا كلما انعكس على المواطن وعلى البنية التحتية وان تعمل هذه المؤسسات الاستثمارية على خدمة المناطق التي تقوم بها سواء على مستوى التوظيف أو ايجاد خدمات يمكن الحس بها أو تلمسها من هنا يتعزز دور الانتماء والولاء وتفهم دور الحكومة في تحسين ظروف المواطن .
وعندما تكون الحكومة هي من تذهب إلى الاستثمار وتعزز روافده وتأكد بأنه أولوية ليس بالشعارات ولكن بالعمل وان لا تنتظر عند ظهور مشكلة من إبرازها والوقوف على حقيقتها فورا قبل ان تأتي لها ويتبين لها ماذا تفعل هذا ما يمكن قوله في هذه المرحلة ولعل الله يحدث امراً يكون فيه الخير للجميع .