هل يرفع التدخين عبء "الانسداد الرئوي" عند الأردنيين؟


رم - - اللقاحات أساسية للوقاية

- الطراونة: توقع زيادة الحالات في السنوات المقبلة

- التدخين السلبي يهدد الأطفال والرضع

حذر رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية واختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة من تزايد المخاطر المرتبطة بمرض الانسداد الرئوي في الأردن على خلفية الانتشار الواسع للتدخين.

وبين في تصريح إلى "الرأي" بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، أن مرض الانسداد الرئوي المزمن يعد ثالث سبب للوفاة عالميا، حيث يشمل حالتين رئيسيتين هما انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.

وأوضح الطراونة أن المرض يصيب أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، مع تسجيل نحو 1.2 مليون حالة سنويا، ليصبح ثاني أكثر أمراض الرئة انتشارا بعد الربو.

ونبه إلى أن الوضع الوبائي للتدخين في الأردن مثير للقلق، واصفا الأرقام بأنها "كارثية"، وقد تؤدي إلى تفاقم حالات الانسداد الرئوي المزمن خلال السنوات المقبلة.

وبحسب اخر دراسة صادرة عن وزارة الصحة الأردنية وفق الطراونة، فإن أكثر من 60% من الرجال في الأردن يدخنون، وهي من أعلى النسب عالميا.

وأشار إلى أن هذه النسب المرتفعة تمثل عبئا صحيا كبيرا على النظام الصحي، وتعرض جيلا كاملا لخطر الإصابة بالمرض، نظرا لكون التدخين هو العامل الرئيسي لحدوثه.

وشدد على أن التدخين السلبي داخل المنازل يفاقم المشكلة، إذ يتسبب بتلوث الهواء الداخلي ويعرض الأطفال وكبار السن والحوامل لمشكلات تنفسية جسيمة.

واعتبر الطراونة أن التدخين ليس المصدر الوحيد لتلوث الهواء داخل البيوت، لافتا إلى أن هواء المنازل قد يكون أحيانا أكثر تلوثا من الهواء الخارجي نتيجة تراكم المهيّجات.

ومن أبرز ملوثات الهواء داخل المنازل كما ذكر، التدخين السلبي وهو الأكثر خطورة على الأطفال والرضع، ودخان الطهي والشواء عند غياب التهوية الكافية، والعفن والرطوبة التي تسبب التحسس وأزمات الربو، والغبار والأتربة المتراكمة في السجاد والستائر، بالإضافة إلى المنظفات والبخور والمعطرات التي تحتوي على مواد كيميائية مهيجة.

ونوه الطراونة إلى أن التعرض المزمن لهذه الملوثات، خاصة في الطفولة، يزيد احتمال الإصابة بالربو، التهاب الجهاز التنفسي المتكرر، تهيج العين والأنف، السكتة الدماغية، سرطان الرئة، والانسداد الرئوي المزمن في مراحل لاحقة من العمر.

وفيما يتعلق بالأعراض التي تستدعي الانتباه، أكد أن التشخيص المبكر هو الخطوة الأهم للتعامل مع المرض، مشيرا إلى أن تشخيص الانسداد الرئوي يتم عبر قياس التنفس (Spirometry) وفحوصات كفاءة الرئة.

وتابع بأن ضيق التنفس خاصة عند بذل جهد، والسعال المزمن المصحوب بالبلغم، والالتهابات متكررة في الجهاز التنفسي، والشعور بالضغط في الصدر، وفقدان الوزن غير المبرر، وتورم الكاحلين أو القدمين، من أبرز الأعراض المبكرة.

وشدد الطراونة على أن الوقاية قادرة على الحد من تطور المرض وتقليل المضاعفات، وتشمل الإقلاع الفوري عن التدخين باعتباره القرار الأهم، والتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا والالتزام بلقاح المكورات الرئوية، وتحسين تهوية المنازل، والحد من استخدام البخور والشموع، بالإضافة إلى تشغيل مروحة الشفط أثناء الطهي، وتجنب التعرض للغبار والمواد الكيميائية والمهيجات.

ودعا إلى تضافر الجهود لرفع الوعي حول صحة الجهاز التنفسي، مؤكدا أن "صحة الرئة تبدأ بالوعي والإقلاع عن التدخين".



عدد المشاهدات : (4459)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :