رم - بقلم: د. ذوقان عبيدات
هذه مجموعة من الإشكالات التي تحدث في الندوات الكثيرة، التي تكاد تغطي أيام الأسبوع، حيث يتفنن القائمون عليها في نشر إعلاناتهم لجذب الجمهور "الكريم" إليها. وما إن يحضر الجمهور حتى يشعر أنه ليس"كريمًا " من بداية دخوله، وحتى مغادرته. وهذا يجعله نادمًا على ما فعل!! هناك مجموعة بروتوكولات في ندواتنا ، لكنها تكاد تخلو من أي نتاج معرفي.
يقدمون لك ما سمعته، وما سمعوه من أخبار . باستثناء ندوات سمعتها من وليد عبد الحي، وجمعية الفلسفة، فلا جديد، ولا حتى قديمًا مهمُا.
(١)
محجوز
ما إن تدخل مكان الندوة، حتى تجد من يبعدك عن الصفين: الأول والثاني! فهذه الصفوف محجوزة لِ"المهمين" ممن نفختهم الدولة من ذوي المناصب الحالية، والسابقة!
وهذا يعني أنك لست مهمّا!!
فالحجوزات تتم للغائبين، والمتأخرين ولمن يفاجىء الندوة بحضور غير متوقع!!
نحن في حاجة إلى إعادة تعريف مَن هو الأهم، والمهم، وقليل الأهمية، وغير المهم!!
إذا كان الجمهور كريمًا، وإذا كان الجميع ضيوفًا! فلماذا هذا "السُفَه"؟!!
(٢)
مدير الندوة
عادة ما يكون مدير الندوة موّكلًا بتقديم "المحاضر"، وإدارة وقت الندوة، وتنظيم المداخلات! أما أن يمَدّ مدير الندوة للتسلط على الحديث، ومقاطعة المحاضر إن قال ما لا يعجبه، فهذا أمر ليس من مهامه. فبعض مديري الندوات يصعب تمييزه عن المتحدث الرئيس.
(٣)
المداخلات
نفهم أن كل شيء في الأردن يتم بالوساطة! من تعيين الآذن في الجامعة، وحتى شراء الخضار! فالبائع يُخفي الخضار الجيدة لبعض الزبائن!! هذا مفهوم! لكن أن تحتاج إلى وساطة حتى يختارك مدير الندوة لتقدم مداخلتك؛ فهذا أمر غريب!!
مدير الندوة يركز على الجالسين في المقاعد المحجوزة، ويهمل بقية الجمهور! وهكذا يُلدَغ الحاضر من جحر واحد مرتين!!!
فالأولوية في المداخلات للقائمين عليها، وللمؤلفة قلوبهم!
أما أبناء السبيل، فهم مُسْتَثنون!!
وهكذا،
إنما الكلمات ليست للمواطنين والحضور غير الكريم، ولا للفقراء والمساكين!!
(٤)
الوقت والتوقيت والمدة!
في الندوات، لا يحدد الوقت، وغالبًا ما تبدأ الندوة بعد موعدها!، أما التوقيت، فيصعب الربط بين حدث مهم، وتوقيت الندوة! فقد تناقش موضوعات لا علاقة لها بما يحدث حاليّا.
أما المدة، فهي قضية "المليون"
لا أحد يلتزم بالمدة المتاحة! المحاضر يحتاج وقتًا، ومن يقدم مداخلته يحتاج وقتًا طويلًا. ونادرًا ما ترى متداخلًا لا يسرف في تضييع الوقت!!!
أذكر ذات يوم: أصر متداخل على التحدث! وبعد إلحاح قال له "المذيع": معك دقيقة!
بدأ المتداخل:
بسم الله….، أشكر القائمين على الندوة، و……، وأرجو أن يتسع صدركم..
قال المذيع: شكرًا انتهى الوقت!!
كم نحتاج إلى مهارة السؤال والتحدث!!!
كثيرًا ما تسمع من متداخل: ليس عندي جديد، ولكن!!!
فهمت عليّ؟!!