رم - يشيد ديوان أبناء الكرك في عمّان بخطاب العرش الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الأردني العشرين، والذي يمثل خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة، ويضع على عاتق جميع المؤسسات الوطنية مسؤولية العمل الجاد والمثمر لتحقيق الإصلاح والتنمية الشاملة.
لقد أكد خطاب جلالته أن الأردن يعيش مرحلة دقيقة تتطلب الإسراع في الإنجاز وتحويل الخطط إلى مشاريع ملموسة على الأرض، مع التركيز على ثلاثة أبعاد رئيسية: الإصلاح السياسي والمؤسسي، التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز التماسك الوطني. وفي هذا الإطار، يثمن ديوان أبناء الكرك ما جاء في الخطاب ليجدد التأكيد على أهمية تطوير العمل الحزبي وتعزيز الدور الرقابي والتشريعي لمجلس الأمة، بما يضمن خدمة الوطن وتحقيق الشفافية والمساءلة. إن دعم المؤسسات الوطنية، وتحسين آليات اتخاذ القرار، وتفعيل العمل البرلماني الجاد، هي دعائم أساسية لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة، وهو ما ينسجم مع رؤية الديوان في تمكين المواطن والمجتمع المدني كشريك فعال في مسيرة الإصلاح.
فيما ركّز الخطاب على ضرورة الاستمرار في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، من خلال مشاريع استراتيجية تخلق فرص عمل حقيقية، وتجذب الاستثمارات، وتدعم القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والنقل والبنية التحتية. ويؤكد الديوان أن هذه الرؤية تُعد فرصة لتعزيز مساهمة الشباب الأردني، ورفع جودة الخدمات وتحسين مستوى المعيشة، بما يتوافق مع تطلعات المواطنين لمستقبل أكثر استقراراً ورخاءً.
شدّد خطاب جلالته على الدور الأساسي للجيش العربي والأجهزة الأمنية باعتبارها درع الوطن، وعلى الثوابت الوطنية في دعم الشعب الفلسطيني والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات، مؤكداً أن الأردن سيظل منارة استقرار وسط بيئة إقليمية مضطربة. ويعتبر الديوان أن هذا الموقف يعكس حكمة القيادة الهاشمية وقدرتها على تحقيق التوازن بين حماية الأمن الوطني وتعزيز الدور الأردني المؤثر في المنطقة.
وتضمن الخطاب دعوة واضحة لشراكة المواطن مع الدولة، وحرص على إشراكه في صنع القرار وتنفيذ المشاريع، وهو ما يشكل ركيزة أساسية لاستدامة الإصلاح والنهضة الوطنية. ويؤكد ديوان أبناء الكرك أن هذه الشراكة ليست شعارات، بل مسؤولية جماعية تتطلب التزام الجميع من مؤسسات رسمية ومجتمع مدني وقطاع خاص.
كما دعا خطاب العرش إلى تحديث الإدارة العامة ورفع كفاءتها، بما يضمن تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتطبيق معايير العدالة والكفاءة في جميع مؤسسات الدولة. ويشيد الديوان بتأكيد جلالته على ضرورة تعزيز الحوكمة الرشيدة ومكافحة البيروقراطية والفساد، باعتبارها عناصر أساسية لتسريع عجلة التنمية.
إن ديوان أبناء الكرك في عمّان يرى في خطاب العرش خارطة طريق وطنية شاملة، تدعو إلى العمل الجاد والمسؤولية المشتركة، وتضع المواطن في قلب العملية الوطنية. ويؤكد الديوان التزامه الكامل بدعم كل المبادرات والجهود التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، والإسهام في المشاريع التنموية والاجتماعية والخدمية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية التي تجعل من الأردن نموذجاً للاستقرار والازدهار والتقدم في المنطقة.