صحيفة عبرية تكشف أسرار التطهير العرقي في الضفة الغربية


رم - تشير صحيفة "هآرتس” العبرية اليوم الجمعة، إلى أن عدد النقاط الاستيطانية العشوائية قد تضاعف منذ السابع من أكتوبر 2023، وترسم ملامح عمليات التطهير العرقي للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منوهة إلى طرد عشرات من مجمعاتهم السكنية بواسطة المستوطنين، بدعم الجيش وتجاهل الشرطة.

وفي تحقيق جديد هو حلقة في مسلسل تحقيقات في هذا المضمار، توضح "هآرتس” أن صورة جوية للضفة الغربية تظهر أن عشرات المواقع السكنية الفلسطينية قد تمّ محوها، فيما تبرز مواقع استيطانية بجوارها.

وعن المزيد من السلب والنهب والتهجير، تضيف "هآرتس”: "بخلاف الحرب في غزة، لا أحد في إسرائيل يتحدث عن نهاية، بالعكس: كميات كبيرة من الأسلحة وضعت بأيدي المستوطنين الذين يخرجون في حملات انتقام، فيما تقف السلطات الإسرائيلية المعنية جانبا، فلا يتم وقف عنف اليهود ولا بنائهم غير القانوني، فلم يتبق من شرطة لواء "شاي” الفاعلة في الضفة الغربية سوى فتات، وواقع الحال هذا شق الطريق لتغيير دراماتيكي في الميدان”.

ويشير تحقيق "هآرتس” إلى أن قرية خربة زنوتا هي عينة نموذجية، حيث شهد أهلها الذين يعدون 250 نسمة كيف أقام المستوطنون بجوارهم نقطة استيطانية جديدة أسموها "مزرعة ميتاريم” وما لبث السكان الجدد أن قاموا بتهديد الأهالي ومهاجمتهم وهم يعلون شرطهم لوقف الاعتداءات برحيلهم ومغادرة بيوتهم.

وطبقا لـ”هآرتس”، فقد ناضل الأهالي طيلة عامين من أجل الحفاظ على بيوتهم رغم أن الشرطة الإسرائيلية لم تساعدهم في مواجهة هذه الاعتداءات والتهديدات، مما اضطرهم للرحيل بعد السابع من أكتوبر بقليل، ولم يقووا على تحمل الأعباء مثلهم مثل أهالي قرية عنيزان المجاورة.

وتقول "هآرتس” إن المستوطنين سارعوا لهدم منازل الفلسطينيين واستولوا على أراضي أصحابها وبنوا سياجا حولها، وعندما حاول الأهالي العودة لها بعدما صدر حكم بإعادتهم من قبل المحكمة الإسرائيلية العليا، لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم من ترميم وإعادة تأهيل منازلهم.

وتضيف الصحيفة: "الآن في أعقاب الحرب، يمتلك المستوطنون المعتدون كمية كبيرة من الجرارات والطائرات المسيرة، وهم يحظون بدعم الجنود و”الإدارة المدنية” التي تشق لهم الطرقات وتقدم لهم التسهيلات”.

ويؤكد التحقيق أن المستوطنين يهاجمون رعاة هذه المجمعات السكنية الفلسطينية الريفية ويضيقون عليهم، ثم يهاجمون المساكن مرة تلو المرة ويسلبون الأراضي وينابيع المياه، وسط ممارسة العنف والاستعانة بالجيش والشرطة، وهكذا يصبح "الاحتكاك حالة روتينية يتصرف فيها المستوطنون على طريقة "ضربني وبكى.. وسبقني وشكا” فتسارع الشرطة لاعتقال الفلسطينيين المعتدى عليهم. وخلال ذلك، يتم بناء بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المسطو عليها بقوة السلاح”.

كما تؤكد "هآرتس” أن الاحتلال والمستوطنين قاموا منذ السابع من أكتوبر 2023 بعمليات الطرد للفلسطينيين، وتؤكد أنه في غضون ثلاثة شهور، تم طرد 50 تجمعا سكنيا ريفيا فلسطينيا بعضها عبارة عن قرى كاملة لا مزارع رعاة. وفي بعض المواقع كان آلاف الفلسطينيين يعتاشون فيها.

ومنذ بداية الحرب، تم طرد سكان فلسطينيين من 30 منطقة داخل الضفة الغربية المحتلة، وحسب إحصاءات "هآرتس” فقد بلغ عدد النقاط الاستيطانية العشوائية حتى اندلاع الحرب نحو 180 بؤرة استيطانية، ولكن تحت ظل الحرب على غزة، ودعم حكومة نتنياهو/ سموتريتش، تم بناء 120 بؤرة إضافية بعد عمليات طرد السكان الفلسطينيين الأصليين بشكل منهجي.

وتنوه "هآرتس” إلى أن سلطات الاحتلال تقدم دعما مباشرا لهذه البؤر الاستيطانية، بإرسال جنود لحماية المستوطنين. وردا على سؤال الصحيفة، يقول الناطق بلسان جيش الاحتلال إن قواته تعمل مع "الإدارة المدنية” لمنع الإرهاب وحماية النظام العام داخل الضفة الغربية وفقا للقانون وحسب توجيهات المستوى السياسي”.

كما زعم الناطق العسكري أن "الإدارة المدنية” تعمل على إخلاء أبنية غير قانونية داخل المنطقة "ج” وفقا للقانون وحسب تقييم الواقع عملياتيا، ومصادقة المستوى السياسي. وتوضح "هآرتس” أن الشرطة لم ترد على استجوابها.



عدد المشاهدات : (5068)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :