رم - قالت مصادر لبنانية مطلعة، إن حوارات غير معلنة تُجرى في الكواليس بين واشنطن وبيروت، بعد أن طرح الرئيس اللبناني جوزيف عون فكرة التفاوض غير المباشر مع إسرائيل كمدخل لتثبيت الاستقرار والأمن بين البلدين.
وجاء الحديث عن هذه الحوارات بعد يومين من تصريح عون، حين أكد أن "الحرب لم تجلب أي نتائج إيجابية"، داعيًا إلى مفاوضات مشابهة لاتفاق ترسيم الحدود البحرية في 2022، بوساطة أمريكية وأممية.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن هذه الحوارات تُعقد في واشنطن بين وفد لبناني ومسؤولين أمريكيين، وتركز على تثبيت الاستقرار على الحدود مع إسرائيل استنادًا إلى القرار الأممي 1701.
وأضافت المصادر أن أجندة العمل تشمل ثلاثة ملفات رئيسة: انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوبي لبنان، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في إسرائيل، وترسيم الحدود البرية بين البلدين.
وأشارت المصادر إلى أن الضغط الأمريكي على لبنان كبير لفتح مسار تفاوض مباشر مع إسرائيل، لكن الرئاسات الثلاث ترفض ذلك وتسعى إلى بدء مفاوضات غير مباشرة مع تل أبيب، كما حدث في العام 2022 بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وتوقعت المصادر ظهور نتائج هذه الحوارات في الأيام القليلة المقبلة، تمهيدًا لفتح مسار تفاوضي غير مباشر بين لبنان وإسرائيل للاتفاق على إطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية.
وكانت المؤشرات ازدادت خلال اليومين الماضيين، ما يعزز احتمالية موافقة لبنان على فتح قناة مفاوضات مع إسرائيل، في خطوة تعد الأولى من نوعها بعد المفاوضات غير المباشرة التي أفضت إلى ترسيم الحدود البحرية بوساطة أمريكية في 2022.
ورصدت مصادر دبلوماسية غربية مؤشرات على احتمال فتح قناة تفاوضية بين لبنان وإسرائيل لحل التوترات المستمرة على الحدود، وسط تأييد رئاستي الدولة والحكومة وبدعم من الجيش اللبناني الذي يسعى لإحكام سيطرته على الحدود.
ووصفّت المصادر الغربية هذا التوجه بالخطوة الجريئة التي تعكس تحولًا في الموقف اللبناني، خاصة مع سعي الرئيس عون لوقف الاعتداءات الإسرائيلية كأولوية.
كما اعتبرت أن دعم الجيش اللبناني، إلى جانب الضغوط الاقتصادية والإنسانية في جنوبي لبنان، يعزز من احتمالية تدشين قناة تفاوضية لتجنب مزيد من التصعيد بين البلدين.