رم - إلى الكابتن جمال السلامي المحترم،
تحيّة تقدير واحترام،
أكتب إليك بصفتي محبًّا لكرة القدم الأردنيّة، وممتنًّا لك على ما قدّمته من جهدٍ كبير قاد منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم، وهو إنجاز تاريخي يُسجَّل باسمك ويستحقّ كل التقدير.
لكنّ المرحلة المقبلة مختلفة كليًّا، فهي أصعب وأكبر وتتطلّب مدرّبًا يمتلك خبرة وتجارب مباشرة في كأس العالم، قادرًا على إعداد فريقٍ يصنع الفارق بجماعيّته، لا بالاعتماد على مهارة بعض اللاعبين.
أقول لك بكل احترام إنّ استمرارك، رغم الإنجاز، قد يُؤخّر إعداد المنتخب بالشكل المطلوب للبطولة العالميّة. كما أنني أدرك أنّ سموّ الأمير علي سيشعر بالحرج من اتخاذ قرارٍ باستبدالك بعد ما تحقق من إنجاز في عهدك، وهو ما يجعل الأمر مسؤوليتك الأخلاقيّة والوطنية لتُجنّب سموّه هذا الحرج.
أدعوكم إلى التفكير بعقلٍ واقعيّ واتخاذ القرار الشجاع بالاستقالة في الوقت المناسب، فذلك سيكون موقفًا نبيلاً ووفاءً للأردن الذي منحك الثقة وأوصل اسمك إلى العالميّة، ويحفظ لك سمعتك ويمنح المنتخب فرصة للاستعداد مبكرًا مع جهازٍ تدريبيّ يملك خبرة المونديال.
وأؤكّد أنّ هذه آخر مرّة أتحدّث فيها عن هذا الموضوع، فالنصيحة واجبة عليّ أن أقولها، لكنّني لن أكرّرها حتى لا أؤثّر على المنتخب أو أشتّت تركيزه. كما أن أيّ تغيير بعد الشهر العاشر لن يكون ذا جدوى، وسيضيع فرصة الاستعداد الحقيقي.
“رَحِمَ الله امرأً عرف قدر نفسه.”
مع خالص التقدير،
د. طارق سامي خوري