رم - بلال حسن التل
بعد وقف اطلاق النار، وانسحاب الجيش الصهيوني من أجزاء واسعة من قطاع غزة، وعودة مئات الآلاف من الغزين الى منازلهم، حتى ولو كانت ركاما، بعد عامين من حرب الابادة الجماعية والتجويع، لاجبار أبناء قطاع غزة على الهجرة القصرية من وطنهم، كل ذلك لم بجدب جدوى مع ابناء قطاع غزة. سلاحهم في ذلك ارادة لاتلين امدتهم بقدرة اسطورية على الصمود. ليتحولوا الى مدرسة يجب أن نتعلم من دروسها. فتجربة قطاع غزة تستحق الدراسة والتأمل الاستخلاص الدوس والعبر والاستفادة منها في قابل الايام والجولات مع العدو الاسرائيلي، الذي لايخفى أطماعه باحتلال المزيد من ارضنا العربية، سعيا منه لتحقيق حلمه باقامة إسرائيل الكبرى التوراتية خاب فائله.
اول الدروس المستفادة من قطاع غزة، هو ان الشعوب المؤمنة بفضيتها وبحقوقها، هي وحدها القادرة على الصمود والتضحية دفاعا عن قضيتها وحقها، وقد ضرب ابناء قطاع غزة اروع الامثلة واوضحها في الصمود والتضحية امام واحدة من اعتى الالات العسكرية على مستوى العالم، مدعومة باعتى الة عسكرية في هذا العصر، ومع ذلك صمد الغزيون حتى انتصروا وفرضوا شروطهم.
الدرس الثاني المهم الذي يقدمه قطاع غزة،انهقدم برهانا جديدا على ان اسرائيل كيان قابل للهزيمة، فقد هزمناه في معركة الكرامة، وهزمناه عند تحرير جنوب لبنان، وهاهو قطاع غزة يهزمه بعد عامين من الصمود الاسطوري تكبد فيهما العدو الاسرائيلي من الخسائر في صفوف جيشه الالاف من القتلى والجرحى والمرضى النفسيين، وما يزبد عن ذلك من الذين هاجروا منه بعد ان اكتشفوا اكذوبة اللبن والعسل، اذ اذاقهم ابناء فلسطين بتمسكهم بارصهم المر العلقم.
الدرس الثالث الذي نتعلمه من مدرسة غزة :ان لا احد يخوض حربك، وان عليك ان تخوضها وحيدا، لاسترجاع حقوقك. وهو مافعلته غزة خلال السنتين الماضيتن.
الدرس الرابع الذي نتعلمه من قطاع غزة هو ان العالم لا يتعطف مع المهزوم، لكنه ينحاز الى صاحب الحق الذي يتمسك بهذا الحق ويدافع عنه، لذلك أحدث صمود قطاع غزة الاسطوري انقلابا في مواقف معظم شعوب الارض، وازال الغشاوة عن عبونها، فعرفت ان اسرائيل كيان معتدي، وان لفلسطين أصحاب حقيقيون يطالبون بها، ويبذلون الغالي و النفيس في سبيل استرجاعها، وهم مؤمنون بان هذا الهدف ءسيتحقق طال الزمن ام قصر، لانهم بؤمنون بانه (مامات حق ورائه مطالب).