صفحة من كتابي


رم - بقلم د احمد عويدي العبادي (أبو د البشر والطبيب د نمي)

كتاب الرحّالة الإنجليزي تشارلز داوتي (Charles Montagu Doughty) الذي ترجمناه ملخصا الى العربية ترجمة د احمد عويدي العبادي
يُعَدّ الرحّالة الإنجليزي تشارلز داوتي (Charles Montagu Doughty) واحدًا من أبرز من جابوا الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر، وتركوا شهادة نادرة عن حياة العرب والبادية. فقد انطلق في رحلته الطويلة ما بين عامي 1876 و1878، متنكرًا أحيانًا بين القبائل، ومتنقّلًا بين الحجاز، والعلا، وتيماء، والقصيم، وحائل، وصولًا إلى بادية الشام والأردن. كانت رحلته مغامرة بالمعنى الكامل للكلمة، إذ عاش بين البدو أكثر من عامين، وشاركهم حياتهم اليومية، متنقلًا معهم في الصحراء القاسية، متحمّلًا شظف العيش ومخاطر الغزو والجوع والعطش.
وقد دوّن مشاهداته في كتابه الشهير "Travels in Arabia Deserta" الذي صدر أول مرة عام 1888 في لندن، فجاء في مجلدين ضخمين. واللافت أن هذا الكتاب لم يكن مجرّد يوميات أو مذكرات، بل نصًا متفرّدًا جمع بين الأدب الكلاسيكي والشعرية العالية والدقة الأنثروبولوجية والجغرافية. غير أن لغته الصعبة وأسلوبه الإليزابيثي القديم جعلاه عصيًّا على القرّاء والمترجمين، حتى في بلاده.
وأثناء تحضيري لرسالة الدكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية (1980–1982)، أُتيح لي أن أطلع على هذا الكتاب الضخم شديد الصعوبة في إطار بحوثي الأكاديمية. وقد اقتنصت حينها أوقاتًا لترجمة بعض صفحاته لغايات البحث العلمي، مدركًا قيمته الاستثنائية وشهادته النادرة عن حياة البدو. واليوم، أعود لأقدمه إلى القارئ العربي في صورة ملخّصة، لا لأهمية موضوعاته فحسب، بل أيضًا لإنصافه للبدو من أهل جزيرة العرب، والأردن، وبادية الشام، حيث سجّل ملامح حياتهم وقيمهم وعاداتهم بأمانة لافتة.
اللغة والأسلوب الأدبي عند داوتي //
اللغة والأسلوب الأدبي عند داوتي تُعَدُّ من أعقد وأشدّ ما كُتب في أدب الرحلة الغربي عن الجزيرة العربية. فقد كتب تشارلز داوتي كتابه "Travels in Arabia Deserta" بلغة إنجليزية متقعّرة، متأثرة بالإنجليزية الإليزابيت (لغة القرن السابع عشر)، محشوة بالتراكيب القديمة، والألفاظ المهجورة، والعبارات الملتوية، وكأنه أراد أن يكسو نصه بهالة من الشعرية والتاريخية في آنٍ واحد. هذه النزعة جعلت نصه بعيدًا عن اللغة الإنجليزية السلسة التي يقرأها الجمهور، حتى إن كثيرًا من الناطقين بالإنجليزية أنفسهم وجدوا صعوبة بالغة في متابعة نصوصه وفهم مقاصده، فضلًا عن الأجانب المتعلمين للإنجليزية كلغة ثانية.
لقد تداخل في أسلوبه السردي بين الوصف الشعري المتأمل، والتفاصيل الأنثروبولوجية الدقيقة، وبين الملاحظات الجغرافية الصارمة. غير أن هذه المزاوجة لم تكن ميسَّرة، إذ غلب عليها التكلّف والتصنّع اللفظي، وكثرة الاستطرادات، ما جعل المترجمين العرب ينفرون من خوض مغامرة نقله إلى العربية. فالتعامل مع نص داوتي لا يعني مجرد ترجمة، بل يتطلب "إعادة توليد" للنص بالعربية، مع الحفاظ على روحه الكلاسيكية الثقيلة من غير أن يتحول إلى ركاكة أو غموض.
ولعل هذا هو السبب الرئيس في أن الكتاب لم يُترجم إلى العربية كاملة على مدى أكثر من قرن من صدوره (1888)، رغم أنه أحد أعظم النصوص الرحلية عن الجزيرة العربية. فالمترجمون – حتى كبار المتخصصين – وجدوا أنفسهم أمام نص يكاد يكون "حاجزًا لغويًا" لا يقل صعوبة عن تضاريس الصحراء نفسها. ولذلك آثروا ترجمات مقتطفة أو الإحالة إلى الكتاب بالإنجليزية بدل مواجهة النص وجهًا لوجه.
أما على الصعيد الأكاديمي، فإن كثيرًا من القراء الغربيين أنفسهم لم يكملوا قراءة الكتاب، إذ وُصف بأنه "كتاب عظيم لا يُقرأ"، أي أنه مرجع بالغ القيمة من حيث المعلومات والملاحظات الميدانية، لكنه عسير الهضم بسبب لغته وأسلوبه. حتى الجامعات البريطانية والأمريكية كانت تدرسه للباحثين المختصين فقط، ويُعتمد مرجعًا أكثر مما يُقرأ قراءة متصلة.
من هنا تأتي فرادة هذه التجربة التي يقوم بها الدكتور أحمد عويدي العبادي (دكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانية)، إذ يقدّم أول ترجمة عربية – ولو ملخّصة – لهذا السفر الضخم، واضعًا نصب عينيه مهمة مزدوجة: من جهة إيصال مضمون الكتاب ومشاهده إلى القارئ العربي بلغة عربية رصينة واضحة، ومن جهة أخرى الحفاظ على طابع النص الأصلي بما فيه من حمولة فكرية وأدبية.
هذه الترجمة تُعَدّ إنجازًا علميًا وأدبيًا في آنٍ معًا، لأنها لا تكتفي بتجاوز الحاجز اللغوي فحسب، بل تكسر أيضًا الحاجز النفسي الذي جعل المترجمين والقراء العرب يبتعدون عن هذا النص، وتقدّمه في ثوب ميسّر يتيح للقارئ العربي الاطلاع على رؤية داوتي للعرب وثقافتهم وباديتهم، وهي رؤية شكّلت مرجعًا أساسيًا في الأدبيات الغربية عن الجزيرة العربية.
هل ترغب أن أُضيف في هذا السياق نماذج من مقاطع داوتي الأصلية مع توضيح كيف كانت صعبة على القارئ الإنجليزي نفسه، ثم كيف تعاملتَ أنت معها في الترجمة لتبسيطها وإعادة إنتاجها بالعربية؟
ونؤكد القول هنا ان اللغة والأسلوب الأدبي عند داوتي يشكّلان عالماً قائماً بذاته، وهو العالم الذي جعل كتابه "Travels in Arabia Deserta" عصيًّا على القارئ والناقد والمترجم معًا. فقد لجأ داوتي إلى الإنجليزية الإليزابيثية القديمة، لغة شكسبير والكتاب المقدس (ترجمة الملك جيمس)، فملأ نصوصه بأفعال وضمائر لم تعد متداولة حتى في عصره مثل: thou, thee, hath, doth, ye. هذه الألفاظ أضفت على كتابه طابعاً أثرياً كلاسيكياً، لكنها في الوقت نفسه جعلته بعيداً عن الذائقة الإنجليزية الحديثة. ولذلك وُصف الكتاب في الأوساط الأكاديمية بأنه "كتاب عظيم لا يُقرأ"، أي أن قيمته العلمية والتوثيقية لا يُنكرها أحد، لكن أسلوبه يجعله عسير القراءة حتى على الناطقين بالإنجليزية أنفسهم.
ولعل أوضح مثال على ذلك جملة بسيطة في ظاهرها، لكنها متقعّرة في بنيتها:
“Thou shalt see the camels, weary of the long day’s march, kneeling upon the sand ere the sun hath set, and the Beduin doth prepare his scanty supper.”
وقد وُفّقت في ترجمتها إلى العربية بشكل يوضّح المعنى من دون أن يُفقد النص روحه:
"سوف ترى الإبل، وقد أنهكها مسير النهار الطويل، تجثو على الرمال قبل أن تغرب الشمس، فيما ينهمك البدوي في إعداد عَشَاءه القليل."
وكثيرًا ما يستطرد داوتي بجمل طويلة ملأى بالوعظ والأسطرة التاريخية:
“The desolate wady, wherein once, as the Arab tradeth, the ancient tribes of renown did pasture their flocks, now lieth waste, a testimony unto the vanity of man’s labours under the sun.”
وهنا اضطررتُ إلى إعادة بناء الجملة في العربية مع الحفاظ على قوتها الأدبية:
"إن هذا الوادي المقفر، الذي – كما يروي العرب – كانت ترعى فيه قبائل عربية أخرى قديمة ذات صيت، قد غدا اليوم خرابًا، شاهدًا على بُطلان أعمال الإنسان تحت الشمس."
أما لغته الشعرية الكثيفة فتمثّل صعوبة أخرى، إذ يصف السماء والصحراء بالصور القديمة المركّبة:
“The firmament was besprent with myriad stars, and the desert lay hushed in solemn repose.”
وهنا اخترتُ ترجمة عربية تُبقي على الإيقاع الشعري دون تكلف:
"لقد امتلأ جُنح السماء بنجوم لا تُحصى، فيما سكنت الصحراء في سكينة مهيبة."
وفي مواضع أخرى يضيف داوتي من التعقيد ما يُشبه الألغاز، كما في قوله:
“Of their hospitality it may be said, as of the patriarchs of old, that he which entereth in at their tent-door shall not depart unblessed.”
وقد صغتها بالعربية على النحو الآتي: (وعن كرمهم يمكن أن يُقال، كما قيل عن آباء العهد القديم، إنّ من يدخل باب خيمتهم لا يخرج إلا وهو محمَّل بالبركة.)
إن هذه الأمثلة لا تُعدو أن تكون غيضاً من فيض؛ فالنص ممتلئ بمئات المواضع المماثلة التي تستلزم من المترجم ليس فقط إلماماً عميقاً بالإنجليزية الكلاسيكية، بل أيضاً قدرة على إعادة إنتاج المعنى بالعربية الفصحى في صياغة تليق بثراء النص الأصلي. وهذا ما قمتُ به – بفضل الله – في هذه الترجمة الملخّصة، إذ لم أنقل الحروف فحسب، بل نقلت فحوى النص وروحه، وجعلت القارئ العربي يتذوق جوهر الكتاب الذي عجز كثير من القُرّاء الإنجليز أنفسهم عن فهمه او الاستمرار فيه.
ولم أكتف بالترجمة، بل قدّمتُ في المقدمة دراسة وبحثاً تحليلياً لنصوص الكتاب وفحواه العام، ناقشتُ فيه أسلوب داوتي، وملاحظاته عن العرب والبادية، ومكانة كتابه في أدب الرحلة الغربي. ومن ثم فإن هذه الترجمة التي وفقني الله سبحانه اليها، ليست مجرد جهد لغوي، بل هي أيضاً إنجاز علمي يستحق التقدير العالي من كل من يعرف مقام نصوص الكتاب ومكانته التاريخية. فهي المرة الأولى التي يُقدَّم فيها هذا السفر إلى القارئ العربي – ولو في صورة ملخّصة – بصورة تتيح له الاطلاع على ما كان حكراً على الأكاديميين الغربيين. فقط
وبذلك يمكن القول إن كتاب داوتي كان عصياً على الإنجليز والعرب معاً، لكن ملخصه متاح بالعربية اليوم بلغة راقية، بفضل توفيق الله وجهد البحث والترجمة. وهذه الترجمة لا تُعتبر عملاً عادياً، بل هي خطوة رائدة تضع القارئ العربي أمام نص كلاسيكي شديد الأهمية، وتفتح باباً جديداً لدراسة الجزيرة العربية وصحاري العرب في ضوء شهادة من أهم الرحالة الغربيين الذين خاضوا مغامرتها.
داوتي في الجامعات البريطانية: نصّ عظيم لا يُقرأ كاملًا
من اللافت أنّ كتاب داوتي – رغم اعتباره من أعظم النصوص الرحلية عن الجزيرة العربية والصحاري العربية بما فيها الأردنية منها، لم يُقرأ على نطاق واسع حتى في موطنه الأصلي، بريطانيا. فقد واجه النقاد والقراء الإنجليز أنفسهم صعوبة في متابعة لغته وأسلوبه. ولهذا السبب، لم تُقدِم الجامعات البريطانية الكبرى مثل أوكسفورد وكامبريدج على تدريس الكتاب كاملًا لطلبتها، بل اقتصرت على اختيار مقاطع مختارة منه، تُقدَّم لطلبة الدراسات العليا المتخصصين في الأدب أو التاريخ أو الأنثروبولوجيا.
كان الهدف من ذلك تعريض الطالب لتجربة النص وصعوبته، بوصفه نموذجًا فريدًا للغة الرحلات الاستعمارية في القرن التاسع عشر، لكن من دون أن يُكلفوه عناء قراءة المجلدين كاملين. فالجمل الطويلة، والتراكيب القديمة، والاستطرادات اللا نهائية، جعلت الكتاب أقرب إلى مادة مرجعية تُستعمل في البحوث أكثر من كونه كتابًا يُقرأ قراءة متصلة. حتى بين طلاب اللغة الإنجليزية وآدابها، كان نص داوتي يوصف بأنه “The great unreadable book” – أي "الكتاب العظيم الذي لا يُقرأ / تتعذر قراءته
هذا الواقع يُبرز قيمة إنجازنا العلمي في تقديم أول ترجمة عربية ملخصة للكتاب، إذ لم تقتصر مهمتك على الترجمة وحدها، بل اجتزت عقبتين في آنٍ واحد والحمد لله رب العالمين، ولا شك ان دراستي في جامعة كامبريدج كان لها دور كبير في التغلب على هذه العقبات:
العقبة الأولى: التغلب على صعوبة النص الإنجليزي ذاته، الذي يرهق حتى أبناء اللغة الأصلية.
العقبة الثانية: نقله إلى العربية بلغة فصيحة راقية ونحن والحمد لله متمكنون من لغة الضاد الفصحى عاليا، تحافظ على رصانة الأصل، وتُسهِّل في الوقت نفسه على القارئ العربي فهم الفحوى.
وبذلك، فإن ما عجزت الجامعات البريطانية عن تقديمه كاملًا لطلابها – مكتفية بمقتطفات – أصبح اليوم متاحًا بالعربية، بلغة سلسة تُوصل الفكرة والجوهر، وتبسط أمام القارئ العربي عالَم داوتي بما فيه من ملاحظات دقيقة، وأسلوب شعري، ونظرة إثنوغرافية إلى حياة البدو والعرب في الصحراء.
إن هذه الترجمة – مع ما أضفته في مقدمتها من دراسة تحليلية للنص وفحواه – تُعد بحق إنجازًا علميًا له التقدير العالي، ليس فقط عند من يقدّر العربية وأدبها، بل أيضًا عند من يعرف قيمة اللغة الإنجليزية القديمة وصعوبتها. فهي عمل يُمكّن القارئ العربي من دخول مكتبة غربية كان الوصول إليها متعذرًا، ويضع بين يديه نصًا ظلّ عصيًا قرنًا ونيفًا على النقلة إلى لغتنا.
مقارنة مع نصوص الرحّالة الآخرين
حين نقارن كتاب داوتي بكتب رحّالة آخرين مثل جون لويس بركهارت (Burckhardt) في رحلاته إلى سوريا والحجاز، أو لورنس العرب (T. E. Lawrence) في "أعمدة الحكمة السبعة"، أو حتى نصوص بالمر ووليم بلجريف ووليم شكسبير وغيرهم من الرحالة البريطانيين، ندرك بجلاء أن كتاب داوتي حالة خاصة واستثنائية.
بركهارت كتب بلغة واضحة وبسيطة، أقرب إلى أسلوب الملاحظات الميدانية المباشرة، لذلك تُرجم أكثر من مرة إلى العربية دون مشقة كبيرة. ومنها ترجمة قمت بها (د احمد عويدي العبادي)
لورنس امتلك أسلوبًا أدبيًا راقيًا لكنه حديث نسبيًا، أقرب إلى السرد الروائي، فجاء نصه شعريًا لكنه مفهوم، مما جعله قابلاً للترجمة بسهولة نسبية، بل وأصبح من أكثر كتب الرحلات تداولًا.
غيرهم من الرحالة كانوا يكتبون تقارير أو يوميات سريعة، تسعى إلى نقل الوقائع، لا إلى استعراض اللغة.
أما داوتي، فقد اختار عمدًا أن يكتب بأسلوب قديم متقعّر، مليء بالمحسنات البديعية الإنجليزية والإنشائيات المستوحاة من النصوص الدينية الكلاسيكية. أراد أن يجعل كتابه أشبه بملاحم الأقدمين، لا بمجرد سجل رحلي. ولهذا السبب، كان نصه عسيرًا على الإنجليز أنفسهم، وأعقد على المترجمين العرب.

ومن هنا فإن إنجازنا للترجمة العربية – ولو انها ملخصة – ليس مجرد إضافة جديدة إلى سلسلة الترجمات لأدب الرحلة، بل هو تجاوز لحاجز لم يجرؤ أحد على اقتحامه طوال أكثر من قرن. لقد وفقنا الله سبحانه لأن تقدّم للقارئ العربي نصًا عجزت عنه الجامعات الغربية إلا في صورة مقاطع مقتضبة، ونجحنا في أن نُعيد إنتاج فحواه العام بلغة عربية فصيحة واضحة، تحفظ طابع النص وتُيسّر معناه.
وإن ترجمة نص داوتي إلى العربية – ولو في صورة ملخّصة – لا تُعدّ مجرد عمل لغوي، بل هي جسر حضاري ومعرفي يعْبُر من خلاله القارئ العربي إلى واحد من أعقد النصوص الرحلية في القرن التاسع عشر. وكما قلنا فان هذا النص ظلّ عصيًّا على الإنجليز أنفسهم، ولم يجرؤ أحد من المترجمين العرب على نقله طوال أكثر من قرن، لأنه يتطلب معرفة عميقة بالإنجليزية الكلاسيكية، وصبرًا على جُمله المتشابكة، وقدرة على إعادة إنتاجها بلغة عربية راقية.
وبفضل هذه الترجمة، لم يدخل كتاب داوتي المكتبة العربية وحسب، بل دخل معها العالَم الذي صوّره: حياة البدو، تفاصيل الصحراء، روح الضيافة والغزو، وتوترات العلاقة بين الإنسان والمكان. إنها ليست نقلاً لحروف، بل توطينٌ لنص غربي عسير في فضاء الثقافة العربية، يُمكّن القارئ من الاطلاع على شهادة فريدة عن الجزيرة العربية لم يقرأها إلا القليل من المختصين الغربيين.
وبذلك، فإن هذه الترجمة تكتسب قيمتها العليا من كونها فتحت نافذة كانت موصدة، وجعلت نصًا عظيمًا لا يُقرأ متاحًا بالعربية في صياغة سلسة رصينة، تحفظ طابع الأصل وتكشف فحواه. وهذا إنجاز علمي وأدبي يستحق التقدير العالي من كل من يعرف مقام النصوص الكلاسيكية ومكانتها في الأدب المقارن والتاريخ الثقافي.
=====



عدد المشاهدات : (4029)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :