رم - يرى خبراء ومتخصصون أن التعديلات الأخيرة في نظام الأبنية والتنظيم في مدينة عمان لسنة 2025م، والخاصة بتهيئة المباني المرخصة الجديدة لوضع سارية العلم أمام كل منزل أو مبنى، تتعدى كونها مجرد اشتراط هندسي، بل تحمل في طياتها أبعادًا عميقة تهدف إلى ترسيخ وتعزيز الوحدة والاعتزاز بالانتماء للوطن والقيادة في نفوس المواطنين.
وأكدوا، أن رفع العلم الأردني شاهد على الانتماء ونبراس يهتدي به المواطن في كل مكان، ودليل على تلاحم الشعب مع وطنه وقيادته، وإن وجود سارية العلم أمام المباني الكبرى والمؤسسات الوطنية يضفي لمسة معمارية تعزز من مكانة المكان وتجعله نقطة جذب للنظر.
وبينوا أن تطبيق التعليمات سيشمل العاصمة عمان فقط، على أن يشمل لاحقًا مختلف محافظات المملكة.
وتضمن قرار مجلس الوزراء التعديلات في تهيئة المباني المرخصة الجديدة لوضع سارية علم أمام كل منزل أو مبنى، وذلك لاستخدامها في المناسبات الوطنية لتمكين المواطنين من الاحتفال بالمناسبات الوطنية من خلال رفع العلم، وبما يسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ الهوية الوطنية الأردنية.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم أمانة عمان الكبرى، ناصر الرحامنة، إن القرار يأتي في خطوة تعزز قيم الانتماء والهوية الوطنية، وتجسد مظاهر الفخر بالرمزية السيادية للدولة، مشيرًا إلى أن الفكرة التي انطلقت من أمانة عمان الكبرى هدفها الرئيس هو تعزيز الهوية الوطنية، والفكرة مطبقة في معظم دول العالم، حيث تُنصب السواري أمام المنازل والمباني وترفع عليها الأعلام.
وأشار إلى أن العلم سيوزع للمواطنين مجانًا لرفعه في المناسبات الوطنية فقط، مبينًا أن تركيب سارية أمام المباني شرط إلزامي للحصول على "إذن الأشغال"، حيث وضعت الأمانة الشروط والأحكام المرتبطة بترخيص وإنشاء سارية العلم، ويكون قطرها (2) إنش وبسماكة لا تقل عن (1.8 ملم) مع طَبّة علوية نحاس أو حديد، وبكرة حبل علوية ومربط سفلي للحبل، إضافة إلى أهمية أن يتناسب طولها مع حجم العلم، وأن تكون مصنوعة من مادة مناسبة ذات مظهر لائق، وأن تكون مثبتة بإحكام وأن تحقق متطلبات السلامة العامة، وألا تكون تالفة أو مشوهة للمنظر العام.
وأكد الرحامنة أن إلزام المباني القائمة بتركيب سارية علم يُطبق في حال طلب إصدار "إذن إشغال" للبناء، بحيث توضع في الارتداد الأمامي للبناء أو على واجهته عند غياب الارتداد.
من جهته، قال مستشار العمارة والتصميم الحضري الدكتور مراد الكلالدة، إن نظام الأبنية والتنظيم في مدينة عمان والمدن الأخرى يستند إلى فكرة تأمين ارتدادات للمباني من جميع الجهات الأمامية والجانبية والخلفية، بما يوفر فراغًا حضريًا بين الكتل المعمارية، وهذا سيمنح سواري الأعلام المزمع إقامتها مسافات تجعلها مريحة للناظر.
وأكد أن سارية العلم تشكل علامة مميزة تدل على مداخل الأبنية وتؤكد استقامة الطريق، مقترحًا إضافة رقم العمارة على السارية حتى تكون دلالة ومرشدًا مكانيًا.
من جانبه، عرض أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور عبدالهادي القعايدة، لتاريخ العلم الأردني وأهمية وضعه أمام المباني في خطوة مقدرة لترسيخ معاني الانتماء والولاء، وتعكس صورة حضارية لمدينة تتزين برمز الدولة الأول وهو العلم.
وبين أن القرار يعزز حضور العلم والهوية الوطنية خاصة في ظل الانفتاح التكنولوجي وضرورة تعزيز الهوية الوطنية الأردنية ودلالاتها في نفوس أبنائنا وبناتنا، والتأكيد على صلابة الانتماء للوطن والقيادة، مشيرًا إلى أن الأعلام تشكل جسرًا بين المواطن والدولة، ويعكس حضور الدولة وهيبتها، ويذكر الأفراد بشكل يومي بقيمة الانتماء والالتزام بالمصلحة العامة.
وأشار إلى أن العلم الأردني بصورته الحالية تم اعتماده عام 1929، وهذا العلم له دلالات مشتقة من علم الثورة العربية الكبرى، حيث إن ألوان العلم مجتمعة تحمل دلالات لكل لون، وهي مرتبطة بتاريخ الدولة وحضورها العربي والإسلامي وشرعيتها العروبية؛ فالأسود يمثل لون الدولة العباسية، والأبيض يمثل الدولة الأموية، والأخضر هو راية الهاشميين ويمثل الدولة الفاطمية، واللون الأحمر يرمز إلى الثورة العربية الكبرى، أما النجمة السباعية فهي تدل على السبع المثاني وهي سورة الفاتحة.
بترا