الطقس بين الشغف والفوضى… معركة الوعي ضد عاصفة المعلومات المضللة


رم - مع اقتراب كل موسم شتوي، تعود الأجواء ذاتها: منخفضات قطبية، زخات ثلجية، وحالة من الترقب الشعبي تصل أحيانا إلى حد الهوس.

ورغم أن تساقط الثلوج في بلاد الشام ليس حدثا طارئا بل جزء أصيل من مناخ المنطقة، إلا أن فضاء الإنترنت يمتلئ بتوقعات جوية متضاربة، تصدر غالبًا عن صفحات غير متخصصة تبحث عن الشهرة أو التفاعل، ما يخلق حالة من البلبلة والمعلومات غير الدقيقة بين المواطنين.

في المقابل، حققت إدارة الأرصاد الجوية في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في التحديث الرقمي، إذ أصبحت تقدم نشراتها بشكل فوري وعلى مدار الساعة عبر منصاتها الرسمية، سواء لوسائل الإعلام أو عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، ما عزز من حضورها ودورها كمصدر موثوق للمعلومات.

هذا التطور الرقمي، بحسب خبراء في القطاع، يخدم ثلاثة محاور أساسية، أولها الحد من انتشار المعلومات المضللة التي تبثها بعض صفحات الهواة، وتمكين المواطنين من الاستعداد المبكر للأحوال الجوية، سواء عبر تخزين المؤن أو تجهيز المركبات والمنازل، وإتاحة الوقت لصانعي القرار لاتخاذ الإجراءات المناسبة مثل تعطيل المدارس ورفع مستوى الجاهزية لدى الجهات الرسمية قبل وصول المنخفضات.

لكن عمل الأرصاد الجوية لا يقتصر على التنبؤ بالثلوج أو المنخفضات. فالجهة المختصة تلعب دورًا محوريًا في الزراعة، والسياحة، والتخطيط العمراني، وإدارة البنى التحتية، وصولًا إلى دحركة الملاحة الجوية والبحرية المدنية والعسكرية، إضافة إلى دعم القطاعات الاقتصادية في التعامل مع التغيرات المناخية المتسارعة.

ورغم هذه الأدوار المحورية، يرى مختصون أن الأرصاد بحاجة ماسة إلى تحديث أجهزتها وراداراتها وتعزيز كوادرها الفنية، لتبقى مواكبة لأحدث تقنيات التنبؤ في ظل التغيرات المناخية المتطرفة التي أصبحت تهدد المنطقة. ويؤكدون أن دمج الأرصاد تحت مظلة وزارات أخرى قد يحد من استقلاليتها ويضعف قدرتها على تقديم خدمات دقيقة وسريعة، في وقت أصبحت فيه الدقة وسرعة الاستجابة عنصرين حاسمين لحماية الأرواح والممتلكات.

وبينما تبقى التوقعات الجوية مادة مثيرة لفضول الجمهور، يظل الرهان الأكبر على دعم الأرصاد الجوية وتمكينها لتبقى مرجعًا رسميا وموثوقا، بعيدا عن ضوضاء الصفحات غير المتخصصة، وبما يضمن مخرجات علمية دقيقة تخدم المواطن وصانع القرار على حد سواء.




عدد المشاهدات : (4298)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :