رم - منذ تسلمه حقيبة وزارة الشباب، برز الوزير رائد العدوان كأحد الأسماء التي جمعت بين الخبرة الإدارية، السياسية والميدانية، فقد شغل مواقع قيادية بارزة في الدولة الأردنية وكان عند الثقة دوماً، مثلما كان عندما شغل منصب محافظ للزرقاء وجرش، وعضواً في مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، إضافة إلى عمله مديراً لمديرية حقوق الإنسان وأميناً عاماً لوزارة الداخلية، هذه التجارب العميقة وغيرهاجعلت منه شخصية إدارية رصينة، تجمع بين الحزم والرؤية، وتؤهله لقيادة وزارة حساسة ترتبط مباشرة بمستقبل الأردن وشبابه.
ولعل ما ميّز الوزير الشاب العدوان منذ اللحظة الأولى أنه لم يكتفِ بالجلوس خلف المكاتب، بل نزل إلى الميدان مباشرة بعد أدائه اليمين الدستورية، ففي اليوم التالي، باشر جولات تفقدية شملت المدينة الرياضية والمنشآت الشبابية، للوقوف عن قرب على احتياجاتها، ولم يقتصر نشاطه على العاصمة، بل توجه إلى معان متفقداً مراكز وبيوت الشباب، ثم سيستكمل جولات واسعة تشمل مختلف المحافظات، هذه الخطوات أكدت أن الوزير يحمل نهجاً عملياً، يؤمن أن النجاح يبدأ من الميدان لا من التصريحات.
إن ملف الشباب الأردني يعد من أهم الملفات السيادية، كونه يرتبط بالهوية الوطنية الجامعة واستثمار الدولة في مستقبلها، واختيار رائد العدوان لقيادة هذه الوزارة لم يكن قراراً عابراً، بل جاء استناداً إلى خبراته السابقة وقدرته على إدارة ملفات معقدة، فهو المحافظ الذي عرف تفاصيل المحافظات، وصاحب تجربة تراكمية في مختلف المواقع التي تقلدها، ما يمنحه أدوات عملية لتحفيز الشباب على الانخراط في الحياة السياسية، والانفتاح على الأحزاب، والمشاركة في الانتخابات القادمة بروح فاعلة ومسؤولة.
ويُعد ملف الشباب في الأردن من أهم الملفات الوطنية، نظراً لكون الشباب يشكّلون النسبة الأكبر من المجتمع، وهم الطاقة الكامنة والمحرك الأساسي لمسيرة الدولة نحو المستقبل، وقد جرى عبر السنوات بناء بنية تحتية واسعة تخدم هذا القطاع، من أبرزها المدينة الرياضية في عمّان بما تضمه من منشآت وملاعب وصالات متقدمة، كما تقبل الوزارة على مشروع المدينة الرياضية الجديدة الذي وجه للعمل عليه جلالة الملك والذي يعد التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة، إلى جانب عشرات من مراكز وبيوت الشباب المنتشرة في مختلف المحافظات، هذه الشبكة الواسعة وفّرت قاعدة متينة لصقل المواهب وتنمية القدرات وتوجيه الطاقات، غير أن التحدي الأبرز يبقى في حسن إدارة هذه الإمكانات وتوظيفها بما يضمن تعزيز مشاركة الشباب في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويجعل منهم شركاء حقيقيين في بناء المستقبل، والعدوان بحسب المراقبين قادر وبجدارة على إدارة الملف وبرامجه.
وفي لفتة بارزة عكست قرب العدوان من الشباب، ما جرى خلال مؤتمر شبابي نظمته الوزارة موخراً، حيث رفض الجلوس في المقاعد الأمامية المخصصة للمسؤولين، وأصر على الجلوس في الخلف بين الشباب أنفسهم، هذه البادرة النادرة من مسؤول رفيع برتبة وزير حيث نرى المعظم يتهافتون على المقاعد الأمامية، جسّدت صورة المسؤول الذي يرى نفسه شريكاً في صفوف الشباب، لا متصدراً عليهم، وهي رسالة قوية تعكس فكره العملي وتواضعه، وتؤكد أن الرجل قريب من هموم الشباب وملامس لطموحاتهم، وأن الشخصية القوية اينما تواجدت لها حضورها بغض النظر عن الصف الذي تجلس به.
إننا لا نكتب المديح لمجرد المديح، بل ننقل واقعاً لمسناه من إشادات الشباب أنفسهم المشاركين في برامج وزارة الشباب، فحتى الآن، تظهر مؤشرات إيجابية وبوادر عمل جاد تستحق التقدير والإشادة، وفي الوقت ذاته، فإن النقد سيبقى حاضرًا عند أي تقصير، لأن المعيار الحقيقي هو الأداء، ونحن إذ نمدح العمل الجاد، فإننا أيضاً سنكون أول من يوجّه النقد عند أي هفوة أو خطأ أو تقصير، فالمسؤول العام لا يُقاس بالكلمات بل بالإنجاز، ورائد العدوان بدأ يخطّ مساراً يضع به وزارة الشباب على الطريق الصحيح.