رم - بقلم الدكتورة دانيه بشير عربيات
من نحن؟ سؤال الجيل وجواب الوطن
من منطلق ايماني الشخصي بأهميه طلب ولي عهدنا سمو الامير حسين بن عبدالله بتوثيق السردية الاردنية اكتب اليوم رايي بذلك من منظور سياسي نفسي .
من نحن؟ ولماذا يبدو هذا السؤال اليوم اكثر الحاحا من اي وقت مضى؟
هل نحن امتداد تاريخ طويل؟ ام فكرة تشكلت من جديد؟ هل هويتنا ماورثناه؟ ام مانختار ان نكونه؟
هذا السؤال في جوهره ليس قلقا بل وعي.. والوعي هو بداية اي مشروع وطني حقيقي
والوعي المجتمعي حين يصل لمرحلة النضج يبدأ بمساءلة ذاته لاعادة فهمها..
حين طرح ولي العهد السردية وهو يعي اسئلة هذا الجيل واستفساراته ليس من موقع ارتباب بل ادراك ان الهوية الوطنية في عالم متغير لاتصان بالتكرار بل بلغة هذا الجيل وادواته ولادراك ان هذا الجيل الذي يسال يريد ان يفهم لا ان يردد… يريد سرديته لانسخه جامده منه..
لذلك ارادها سمو ولي العهد لجيل المستقبل كشريكا في السرد غير متلق لها ولا ليقرأها في الكتب ويحفظها بل يصنعها في المبادرات وريادة الاعمال ليتحول السؤال هنا الى من انا؟ ولماذا انا هنا؟ وما الدور الذي سأكونه في الفصل القادم من القصة؟
هذا التوثيق يعتبر ثقة بالنفس وبالدولة وبالقدرة على التطور لابتكار هوية شابة تتحرك وتفكر وتتمسك بثوابتها دون الخوف من المستقبل
سردية دولة بنيت وسط العواصف فاختارت الاستقرار وكان لها ان تنغلق فاختارت الانفتاح.. دولة امنت ان الانسان هو رأس المال الحقيقي..
الاردن ارض الحضارات المتعاقبه ..من عمق الانباط لاشعاع الحضاره الاسلاميه.. لدورها المحوري في التاريخ العربي الحديث.. كان ولازال نقطة التقاء حضارات وممرا للتجارة ومركز تفاعل ثقافي وديني متنوع حيث اختار مبكرا ان يكون دولة معان ومبادئ وثوابت دون ردود فعل موقفيه آنيه..
ورغم هذا فان السردية بمعناها الحقيقي تعني تاويل التاريخ وليس الوقائع وبالتالي الانتقال من الحفظ الاصم للفهم الواعي ليصبح إطارا للمسؤولية لتنظيم ممارسات علاقة الافراد بالدولة والقانون لتحقيق المعنى من الفهم وهو تغيير الواقع لاتبريره لكي لاتكون السردية محكومه بالتكلس.. للحفاظ على السردية الوطنية العقلانية المنفتحه والمسؤوله نحو الاستقرار والتقدم
ليبقى السؤال هنا مطروحا
هل ننتمي ام نضيف؟
و كيف نحول هويتنا الى طاقة انتاج وابتكار وفرص؟
دعونا نطلقه الان كما اراده سمو ولي العهد