إدارة ترامب تعيد تقييم استراتيجيتها تجاه دمشق !!


رم - كشف مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية لـ"إرم نيوز"، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت بإجراء مراجعة شاملة لسياساتها تجاه سوريا، تشمل البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، إضافة إلى الكونغرس.

وأوضح دبلوماسيون مخضرمون في الخارجية الأمريكية، لـ"إرم نيوز"، أن الصوت الغالب في الوقت الحالي بين وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشاريه لشؤون الشرق الأدنى هو التريث والانتظار والتحول إلى سياسة المراقبة عن قرب لتصرفات الحكومة السورية على الأرض، ومن هناك تعلن الوزارة عن خطواتها المقبلة.


وفي الساعات الماضية، اتخذت حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع خطوة في اتجاه جديد.. وهذه المرة كانت قبلة الدبلوماسية السورية الجديدة موسكو، حيث حدث ذلك اللقاء الأول من نوعه بين حكام دمشق الجدد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

وعلى الرغم من رمزية الخطوة وتاريخيتها وحساباتها المعقدة صمتًا وعلنًا، كان الموقف الذي صاحبها في واشنطن هو الصمت الكامل من جانب أركان الإدارة الأمريكية، وهو الصمت الذي فُسر في أقل حالاته بأنه تعبير عن حالة عدم التوافق التي تطبع علاقة إدارة الرئيس دونالد ترامب بقادة التحوّل الجديد في سوريا، بعد فترة زاهية من التصريحات الإيجابية والمبادرات النوعية.


وما كشفه الدبلوماسيون، ، يتطابق تمامًا مع ما أعلنه المبعوث الرئاسي توماس باراك من أن الوزير روبيو اتخذ قراره بتجميد قرار رفع اسم سوريا من لائحة الدول الراعية للإرهاب إلى حين مراقبة مواقف الحكومة السورية على الأرض.


ويقول الدبلوماسيون إن هناك شعورًا عامًا في الخارجية في الوقت الحاضر بإظهار التريث؛ لأن المرحلة السابقة شهدت خطوات متسارعة من جانب واشنطن بهدف التسريع في عملية التحول السياسية والاقتصادية داخل سوريا، لكن اتضح لاحقًا أن الخطوات المنفذة على الأرض لا تستجيب للمعايير التي تريدها الولايات المتحدة من الحكومة الجديدة في دمشق.

من هناك يظهر أن التوجه السوري إلى الحاضنة التاريخية في موسكو، التي شكلت مراكز النفوذ الغربي لنصف قرن من الزمن لحكم عائلة الأسد، ابنًا وأبًا، هو عنوان لخيارات معقدة باتت مطروحة على النظام الجديد في سوريا.


خطوات الإصلاح ومباشرة العملية السياسية والتنوع في مصادر الحكم بجعل التركيبة البشرية المشكّلة لوجه سوريا الجديد شاملة للسوريين كافة، مطلب جوهري هنا في واشنطن من جانب الإدارة والمشرعين الأمريكيين.

مراجعات شاملة
وفي هذا الإطار، تقول الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة، مساعدة وزير الخارجية السابقة لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، ، إن نجاح الشرع في مهمته من وجهة نظر أمريكية سوف يكون في الأساس مبنيًا على قدرته على إخراج دائرة حكمه من المجموعة التي عملت معه في درعا من خلال التنويع في نساء ورجالات إدارته بحيث يظهر وجه سوريا متكاملًا ومتناغمًا.

ليف، التي كانت أول مسؤول أمريكي يزور دمشق بعد سقوط النظام السابق بعد قطيعة لعقود بين واشنطن وسوريا، تؤكد أن التوجه الأمريكي كان واحدًا بين الإدارتين السابقة والحالية بإعطاء فرصة للتحول التاريخي في سوريا.

المسؤولة الأمريكية تشير إلى أنها وجدت في حديث الشرع حينها إدراكًا جيدًا لطبيعة المطالب الأمريكية والغربية عمومًا، لكن التحدي الحقيقي هو نقل هذا الإدراك إلى أرض الواقع.


المبعوث الرئاسي توماس باراك هو الوحيد من بين مسؤولي الإدارة الحالية الذي أظهر في الفترة الأخيرة الثناء مجددًا لأحمد الشرع، لكنه ثناء مصحوب بذلك الشرط الذي ربطه بقرار الوزير روبيو بأن تكون الخطوات الجديدة من جانب الإدارة بحسب المنجز الداخلي لحكومة الشرع.

علاقة ارتباك
يقول الكاتب والباحث الأمريكي ذو الأصول السورية، سعد فنصة، إن تاريخ سوريا كان دائمًا محكومًا بازدواجية مركبة، ففي كل مراحل تاريخ دمشق الحديث يكون القرب من موسكو على حجم الابتعاد عن واشنطن، كما حدث مع حكم عائلة الأسد الأب والابن.

فنصة يؤكد، ـ، أن هذه الخطوة من جانب الشرع تظهر حالة عدم الاتزان في المرحلة الحالية، ولكن كذلك حالة الارتباك في العلاقة بين واشنطن ودمشق بعد أحداث السويداء.

ما يقوله فنصة يقول به آخرون هنا في واشنطن، بالإشارة إلى أن البيت الأبيض والكونغرس والخارجية جميعها بصدد العمل على مراجعات شاملة لخطط التعامل مع دمشق في المرحلة المقبلة.

رسوم ترامب الجديدة
في الساعات الماضية أيضًا، أصدر البيت الأبيض تفاصيل القرارات الرئاسية الجديدة التي تفرضها الإدارة على المعاملات التجارية والجمركية مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

وحتى إن كانت إدارة ترامب تحرص في كل مناسبة على التأكيد أن هذه القرارات ذات طبيعة اقتصادية صرفة، فإن الأمر لا يخلو من اتهامات لها من قبل الديمقراطيين بأنها تستخدمها كواحدة من أدوات الضغط السياسي في تعاملاتها الدبلوماسية.

في واحدة من تلك الإشارات التي تتطابق مع أحاديث الديمقراطيين أن سوريا نالت في الجولة الجديدة من الرسوم الحصة الأعلى من نسبة الرسوم المفروضة بنسبة بلغت واحدًا وأربعين بالمئة، وهي النسبة الأعلى من نوعها في الحزمة الجديدة من الرسوم بين دول عربية وغير عربية.

قراءة سريعة من قبل قيادات عربية أمريكية لقرار البيت الأبيض تشير إلى أن توقيت القرار يعبّر ضمنًا عن عدم رضا أمريكي صريح عن حكومة الشرع وعن الوجه الجديد للإدارة في التعامل مع دمشق.

مسألة التوقيت هي الأخرى يأخذها هؤلاء بعين الاعتبار، عندما يشيرون إلى ذلك التزامن بين قرار الإدارة بفرض هذه الرسوم العالية وزيارة الوفد الدبلوماسي السوري الرفيع إلى موسكو.


يقول هؤلاء إن توقيت الزيارة إلى موسكو لم يكن مثاليًا لحكومة الشرع للقيام بهذه الخطوة، بالنظر إلى أن علاقات إدارة الرئيس ترامب بالكرملين تعدّ في الوقت الحاضر في أسوأ حالاتها منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض قبل نصف عام وقليل، على خلفية الحرب في أوكرانيا وفشل مساعي الرئيس ترامب في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هنا، كما وعد الأمريكيين بذلك في حملة سعيه للفوز بالرئاسة.

داخل الكونغرس كذلك الصورة ليست أفضل حالًا بالنسبة للمشرعين من الحزبين، فتلك الحماسة التي طبعت مواقف المشرعين في الفترة الماضية بالتعجيل برفع العقوبات وإنهاء العمل بقانون قيصر تراجعت إلى حدودها الدنيا، وظهرت بدلًا منها أصوات مرتفعة بين المشرعين تطالب بالإبقاء على العقوبات سارية المفعول، وعلى القانون كذلك؛ ضمانًا لالتزام حكومة الشرع بتعهداتها للحكومة الأمريكية وتنفيذها على الأرض."إرم نيوز"




عدد المشاهدات : (6292)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :