رم - أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن، الاستراتيجية الوطنية لتكيف القطاع الصحي مع التغير المناخي 2024 - 2033، في خطوة تعد الأولى من نوعها في الأردن والمنطقة، برعاية وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، وحضور وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة.
وتأتي هذه الاستراتيجية استكمالا للجهود الوطنية لمواجهة آثار التغير المناخي، وانسجاما مع الخطة الوطنية للتكيف مع التغير المناخي لعام 2022، وترسم خارطة طريق واضحة لتعزيز قدرة النظام الصحي في المملكة على الصمود والتكيف مع المخاطر الصحية المتزايدة المرتبطة بالمناخ.
وتم تطوير الاستراتيجية، الممتدة على مدى 10سنوات، بقيادة وزارة الصحة وبالشراكة الوثيقة مع وزارة البيئة، وبالتشاور مع نخبة من المختصين والمهنيين من مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية، لتكون ثمرة جهد تشاركي قائم على الأدلة وتحليل مواطن الضعف والاحتياجات.
وتركز الاستراتيجية على 7 محاور صحية رئيسية تتأثر بشكل مباشر بالتغير المناخي وتشمل: الأمراض المنقولة عبر الهواء الجهاز التنفسي، الأمراض المنقولة بالمياه والغذاء، الأمراض المنقولة بالنواقل، التغذية، موجات الحر، الصحة المهنية، والصحة النفسية، وتهدف إلى إدماج مفاهيم المناخ والصحة في الخطط الوطنية وتعزيز نظم الإنذار المبكر، وبناء القدرات وتطوير آليات الاستجابة الفعالة.
وقال أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول، إن الاستراتيجية جاءت نتاج جهد وطني مشترك بين الوزارة وشركائها من الجهات المحلية والدولية، انطلاقا من الإيمان الراسخ بضرورة تعزيز جاهزية واستدامة النظام الصحي في مواجهة التغير المناخي، مبينا أن الاستراتيجية تستند إلى أسس علمية ودراسات دقيقة، وتهدف إلى وضع الإنسان في محور الاهتمام وتعزيز قدرة النظام الصحي على التكيف مع التحديات المناخية المتزايدة، ضمن إطار مؤسسي متين ومستدام.
وأكد أهمية الاستراتيجية في تعزيز قدرة القطاع الصحي على الصمود أمام تداعيات التغير المناخي من خلال تطوير منظومات الإنذار المبكر والاستجابة السريعة، وتأهيل البنية التحتية الصحية، وبناء القدرات الوطنية للعاملين في القطاع، إضافة إلى تعزيز نظم الرقابة الوبائية والمخبرية.
كما تسعى إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بالعلاقة بين التغير المناخي والصحة، وبما يمكن الأفراد والمجتمعات من التكيف والوقاية، ويساهم في تعزيز مناعة المجتمع وتعزيز الاستجابة الصحية المتكاملة للتحديات البيئية والصحية المستقبلية.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تمثل نقلة نوعية في توجيه النظام الصحي نحو مزيد من الاستعداد والاستجابة، وتعكس التزام الأردن بتنفيذ استجابات مناخية فعالة قائمة على الأدلة العلمية.
بدورها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة إيمان الشنقيطي، "يمثل إطلاق هذه الاستراتيجية خطوة محورية نحو حماية صحة الإنسان من التحديات المناخية المتصاعدة، ويؤكد التزام الأردن بالاستثمار في أنظمة صحية مرنة وقادرة على الصمود.
وأضافت، إن "منظمة الصحة العالمية تفخر بدعم هذا الجهد الوطني، جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة ووزارة البيئة، نحو بناء مستقبل صحي ومستدام للجميع"، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يعد جزءا من المبادرة الإقليمية التي أطلقتها المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي، والتي تهدف إلى تعزيز تكيف الأنظمة الصحية في الإقليم مع التغير المناخي، وبما يعزز العدالة الصحية ويضمن وصول الخدمات الصحية الأساسية للفئات الأكثر تأثرا.
واستعرض مدير صحة البيئة بوزارة الصحة المهندس أحمد البرماوي، أهم بنود الاستراتيجية والإحصائيات والأرقام والتوصيات المتعلقة بها، مبينا أن الاستراتيجية تمثل خارطة طريق نحو قطاع صحي أكثر استعدادا وصمودا، وتسهم في ترسيخ التكامل بين العمل الصحي والمناخي في الأردن، تحقيقا لرؤية التحديث الاقتصادي والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وحضر حفل إطلاق الاستراتيجية مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الدكتور يوسف الزريقات، ونقيب الأطباء الدكتور عيسى الخشاشنة، ورئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي؛ ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري، وعدد من المختصين والخبراء في مجال الصحة والبيئة والتغير المناخي. (بترا)