أنماط المسؤولية، والمسؤولين


رم - بقلم: د. ذوقان عبيدات
أوضح أولّا أن هذه المقالة كُتبت قبل تصريحات مسؤولين تربويين. ولا علاقة لمقالتي بتصريحاتهم.

يحلو للمهتمين في علم النفس، وعلم النفس الاجتماعي، الحديث عن أنماط البشر: فهناك النمط الانطوائي، والنمط الانبساطي. وهناك أنماط تعلم حسّي، وسمعي، وبصري، وتخيّلي.
وهناك أنماط مسؤولين: ( وزراء، شخصيات إدارية، قادة ...) كما وضعها"ستينبرغ":
نمط تنفيذي، ونمط تشريعي، ونمط قضائي.
وهناك أنماط: موناركي، وهيراركي، وأوليغاركي. وهناك نمط المحلي، والعالمي.
فما أنماط مسؤولينا؛ استنادًا إلى ما سبق؟ حاولت تصنيف ما مررت به من أهوال المسؤولين، وهذا
رأي شخصي:
(١)
النمط الجديد، والنمط المدوّر
النمط الجديد هو من مسؤولين قفز معظمهم من المجهول، ليكون مديرًا، أو أمينًا، أو وزيرًا!!
يتسم سلوك هؤلاء بالعبقرية، وإثبات الذات بطريق عجيبة جعلتني أسميهم: المخلوقات العجيبة للدولة.
أما النمط المدّور، فهو أكثر شموخًا وعنفوانًا، فقد عاد إليك بسُلطة، وهيبة من دون خبرة كافية، فقد اكتسى بطبقة رقيقة من الدهون، أو الكوليسترول الضار!! . أستثني من هؤلاء مديرا اسمه خالد الساكت، وشخصا آخر اسمه محمد خير مامسر. فلكل قاعدة شواذ!!. على العموم هذه خبرتي الشخصية.
(٢)
التنفيذي، والقضائي
لم يمر عليّ مسؤول تشريعي يهتم بالقانون، بل مرّ عليّ وزير
كتب لي: لا أحتاج إلى القوانين
- وهذا مثبت بالمحكمة الإدارية١٩٩٩-.
عودة إلى النمطين: التنفيذي والقضائي.
التنفيذي هو مدير، مسؤول، وزير، لا يمتلك مهارات إنسانية، أو قيادية كافية، مثل: مسؤول أبلغني أنه اجتمع بالعاملات اللائي ينظفن الوزارة، ورتّب أعمالهن. وعليّ أنا بصفتي أمينا عامّّا أن أتابع ذلك!!
ومسؤول آخر أرسل لي بعد طردي من وظيفة أمين عام، مدير الإدارة إلى بيتي؛ طالبًا مني تسليم بطاقة المؤسسة الاستهلاكية المدنية، التي لم أكن أحملها أساسًا، المدير اعتذر مني وقال: مسؤولو آخِر زمن!!! " شرّ البليّة ما يُضحك"!!!
ومسؤول ثالث غيّر قفل مكتب الأمين العام فجرًا؛ كي يمنعني من دخول المكتب!!.
ومسؤول رابع، أوقف حارسًا على مدخل المركز الوطني للمناهج لمنعي من الدخول…!!!
هذا نمط شائع جدًا، أسميته:
النمط التنفيذي ظلمًا، والأَولى تسميته بالنمط الهوائي.
والنمط الثاني هو النمط القضائي، الذي كان يصدر التقييمات:
هذا مدير جيد، هذا مخلص للوطن! هذا "مش عاجبني"! هذا "شايف حاله" …. إلخ. إنه نمط مؤذٍ، ولا إسهام له في فلسفة العمل.

(٣)
مسؤول عابر، ومسؤول قادر

مرّ كثير من نمط الوزير العابر، وهو مسؤول مرّ ، ولم يترك له أثر في وزارته سوى صورته المعلقة مع زملائه السابقين ممن ابتلى ببعضهم العمل.
أما النمط الثاني: فهو المسؤول القادر. وهو نوعان:
نوع قادر على تطوير العمل، وزراعة قيم جديدة فيه، وهم ندرة!!
ونوع قادر على الإطاحة بالأمين العام، وإحالة ذوي الكفاءات على التقاعد. وهذا نمط منتشر.
(٤)
التحديث الإداري
ما كتبته فيما سبق، ليس كتابة كاريكاتورية ساخرة، فكله مثبت، مع أن بعض شهوده متوفّى!
لكن أردت وضع هذه المعلومات أمام مسؤولي التحديث، وفلاسفته؛ لكي يكونوا قريبين من الواقع.
اتصلت هاتفيًا بمسؤول التحديث الإداري، وكان برتبة أعلى من وزير.
قلت له: أنا المواطن فلان! مُنِعت اليوم من دخول المركز الوطني للمناهج لتسليم تقرير ناقد لمناهجنا!
قال بدهشة: مش معقوووول!
أمهلني خمس "دقايق".
اتصل بي بعد هذه "الدقايق"، وقال:
امسحها ب "هاللحية!!!
قلت ما حدث معي لرئيس اللجنة التربوية السابق: قال بالحرف الواحد: أنا مستعد "أدَخْلَكْ" المركز "غصبن" عنهم.
ذهبت للإعلام المرئي، والمسموع
فأخذت حقّي الأخلاقي كاملًا!
فهمت عليّ؟!!



عدد المشاهدات : (4659)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :