قلة النوم تُربك دماغك وتزيد شهيتك للأكل


رم - سهرتَ حتى وقت متأخر من الليل تتصفح هاتفك، أو ترد على بريدك الإلكتروني، أو تشاهد حلقة من مسلسل، وفي صباح اليوم التالي، تشعر بالخمول والانزعاج.

وفجأةً، تبدو لك تلك المعجنات السكرية أو شطيرة الإفطار الدهنية أكثر جاذبية من الزبادي والتوت المعتادين عليك.

هناك سببٌ لتكرار هذه الدورة بشكلٍ متوقع، حيث تُظهر الأبحاث أن قلة النوم تُعطّل إشارات الجوع، وتُضعف ضبط النفس، وتُضعف أيض الجلوكوز، وتزيد من خطر زيادة الوزن .

يمكن أن تحدث هذه التغييرات بسرعة، حتى بعد ليلة واحدة من قلة النوم، وقد تصبح أكثر ضررًا بمرور الوقت إذا تركت دون علاج.

وكشف طبيب أعصاب متخصص في علم النوم وتأثيره على الصحة، أن هذه الأنماط تُعطل الساعة البيولوجية للجسم، وترتبط بزيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وسوء عادات الأكل، وارتفاع مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض الأيض.

ولحسن الحظ، حتى بضع ليالٍ من النوم المتواصل والعالي الجودة يُمكن أن يُساعد في إعادة توازن أنظمة الجسم الرئيسية، والبدء في عكس بعض هذه الآثار.

كيف يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع
ينظم جسمك الجوع من خلال حلقة تغذية مرتدة هرمونية تتضمن هرمونين رئيسين.

يُشير هرمون الغريلين، الذي تُنتجه المعدة أساسا، إلى الشعور بالجوع، بينما يُخبر الليبتين، الذي تُنتجه الخلايا الدهنية، الدماغ بالشبع.

وحتى ليلة واحدة من قلة النوم تزيد من إفراز الغريلين وتُقلل من الليبتين؛ ما يؤدي إلى زيادة الجوع وانخفاض الشعور بالشبع بعد تناول الطعام.

ويعتبر النوم أيضا مهما للتحكم في نسبة السكر في الدم.

عندما تحصل على قسط كافٍ من الراحة، يستخدم جسمك الأنسولين بكفاءة لنقل السكر من مجرى الدم إلى خلاياك للحصول على الطاقة.

ولكن حتى ليلة واحدة من النوم الجزئي يمكن أن تقلل من حساسية الأنسولين بنسبة تصل إلى ٢٥٪ ؛ ما يزيد من تدفق السكر في الدم.

وإذا لم يستطع جسمك معالجة السكر بفعالية، فمن المرجح أن يحوّله إلى دهون؛ ما يسهم في زيادة الوزن، وخاصةً حول البطن.

علاوة على ذلك، تؤدي قلة النوم إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيس في الجسم. ويشجع ارتفاع الكورتيزول على تخزين الدهون، خاصةً في منطقة البطن، وقد يُعيق تنظيم الشهية.

إعادة ضبط عملية الأيض
في ثقافة تُمجّد العمل الجاد والسهر، غالبا ما يُعتبر النوم أمرا اختياريا. لكن جسمك لا يرى الأمر كذلك. النوم ليس وقتًا للراحة، بل هو عملية تجديد حيوية وضرورية.

يحدث ذلك عندما يُعيد دماغك ضبط إشارات الجوع والمكافأة، وتُعاد ضبط هرموناتك، ويستقرّ أيضك.

يمكن لليلة واحدة أو ليلتين فقط من النوم الجيد أن تبدأ في إصلاح الضرر الناجم عن قلة النوم السابقة واستعادة التوازن الطبيعي لجسمك.

لذا، في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تلجأ إلى الوجبات السريعة بعد ليلة قصيرة، أدرك أن أجسامك لا تخذلك، بل تتفاعل مع التوتر والإرهاق.

الطريقة الأكثر فعالية لاستعادة التوازن ليست اتباع حمية غذائية قاسية أو تناول الكافيين، بل النوم.



عدد المشاهدات : (4500)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :