رم - مرة أخرى، يجد غافن نيوسوم نفسه، في مواجهة عاصفة، فقد خرج حاكم كاليفورنيا في مقابلة مساء الاثنين، بينما احتشد المتظاهرون في الشوارع وتوجه مشاة البحرية الأمريكية إلى الولاية بأوامر من الرئيس، ليقول إنها "لحظة بالغة الأهمية".

وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" إنها بالفعل لحظة مهمة لنيوسوم، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كمرشح رئاسي ديمقراطي محتمل بارز، والذي انخرط في الصراع ليُنصب نفسه زعيماً للمعارضة.

وسافر نيوسوم إلى لوس أنجلوس يوم الأحد في محاولة لقمع الاحتجاجات التي شابها العنف أحيانًا، والتي أثارتها الاعتقالات الجماعية التي شنتها إدارة ترامب على المهاجرين.

يوم الاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يجب اعتقال نيوسوم، واصفاً إياه بأنه غير كفء تماماً. من جانبه، اتهم نيوسوم ترامب بـ"التجاوز الاستبدادي" وأصر على أن سيادة القانون نفسها كانت على المحك.

إنها لحظة فرصة وخطر سياسي في آن واحد لزعيم الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، الذي شغل منصبه لفترتين، والذي حمّله ترامب مسؤولية العنف والشغب الذي يقول إن المسؤولين المحليين فشلوا في السيطرة عليه.

وقد أسعد رد نيوسوم العنيف على استفزازات ترامب قلوب الديمقراطيين المتعطشين لمناضل. ولكن في الوقت الذي حاول فيه نيوسوم تحسين صورته، فإن اللعب على قاعدة الديمقراطيين ينطوي على خطر ترسيخ صورته كتقدمي من الساحل الأيسر وربطه بصور الاضطرابات الحضرية.

وعندما سُئل عن طموحاته الرئاسية، لم ينكر نيوسوم، الذي سيترك منصبه العام المقبل، أنه قد يسعى إلى منصب أعلى. وقال لصحيفة وول ستريت جورنال: "لا أفكر في الترشح، لكنه مسار أرى أنه يتكشف". وأضاف الرجل البالغ من العمر 57 عاًما إنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار، وأنه سينتظر ليرى ما إذا كانت اللحظة مناسبة.

لكن ليندسي هورفاث، مشرفة مقاطعة لوس أنجلوس، وهي ديمقراطية، ترى بأن نيوسوم قد بلغ اللحظة التي يحتاجه فيها ناخبوه. وأضافت: "من الواضح أنه يرغب في الترشح لمنصب أعلى، وقد أثبت جدارته بذلك. عندما يتعرض شعبنا لهجوم شرس من الحكومة الفيدرالية، علينا أن ندافع عنهم ونحميهم، وأنا سعيدة لأنه يفعل ذلك".

من رمية بيسبول إلى عالم السياسة
لاعب بيسبول سابق، ورجل أعمال، قبل أن يصبح سياسياً لامعاً في الحزب الديمقراطي، هذه السيرة المختصرة لغافن نيوسوم المولود عام 1967 بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، والدارس للعلوم السياسية في جامعة سانتا كلارا.

نشأ نيوسوم ضمن عائلة مكونة من 5 أفراد. والده كان محامياً وشغل منصب قاضٍ في محكمة الاستئناف، أما والدته فقد عملت في عدة وظائف، خصوصاً بعد انفصالها عن زوجها وحضانتها لغافن وشقيقته.


وفي دراسته واجه نيوسوم صعوبات في الدراسة بسبب إصابته باضطراب عسر القراءة الحاد، لم تمنع تميزه وحصوله على منحة جزئية لدراسة العلوم السياسية في جامعة سانتا كلارا التي تخرّج منها عام 1989، إلى بداية الاسثتمار في عالم الضيافة مؤسساً شركة تحمل اسمه، كانت نواة مشاريع أخرى جعلته مليونيراً.

في 2001 تزوج نيوسوم من المحامية كيمبرلي غيلفويل، والتي كانت تعمل في مكتب المدعي العام في سان فرانسيسكو، ثم بعد طلاقه تزوج ثانية عام 2008 من المخرجة السينمائية جينيفر سيبل، في زواج مستقر حتى الآن مع أربعة أبناء.

ومن الأعمال الخاصة إلى العامة، دخل نيوسوم الحياة السياسية عام 1995، وبعد عامين أصبح عضواً في مجلس مشرفي مدينة سان فرانسيسكو، ليعُرف حينها بدعمه لإجراءات صارمة تجاه قضية التشرد التي كانت تمثل مشكلة كبيرة في المدينة.

في 2003، فاز بانتخابات رئاسة بلدية سان فرانسيسكو، وشغل منصب عمدة المدينة لمدة ولايتين حتى عام 2011، ليصبح بعدها نائب حاكم ولاية كاليفورنيا، قبل أن يتولى مهامه "عمدة" عام 2011 في عهد الحاكم جيري براون، وأُعيد انتخاب الاثنين عام 2014.

في 2018، ترشح نيوسوم لمنصب حاكم كاليفورنيا، وكان برنامجه الانتخابي يشمل دعم مشاريع الإسكان قليل التكلفة والرعاية الصحية الشاملة، وفاز في الانتخابات بعد حصوله على 62% من الأصوات، ليصبح الحاكم الأربعين للولاية.

عدد المشاهدات : (5717)