الاستقلال .. ميلاد وطن وسيادة إرادة


رم -

في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يطلُّ علينا عيد الاستقلال، لا كمناسبة تُدرَج في التقويم، بل كقصة مجدٍ وكرامة، وذكرى محفورة في ذاكرة الوطن ووجدانه، إنه اليوم الذي أعلن فيه الأردن تحرره من قيد الانتداب، وتكريس سيادته الكاملة، لتبدأ رحلة الدولة الأردنية الحديثة بقيادة الهاشميين، ولتنطلق مسيرة البناء بالثقة والعزم والإيمان.

إن الاستقلال لم يكن هبة من أحد، بل ثمرة نضال طويل وشاق، خاضه الآباء المؤسسون بشجاعةٍ ووعي، وبارتقاءٍ على الذات من أجل الوطن. ولأنني ابن هذا البلد، ومحامٍ وأكاديمي أُمن دوماً بأن الحق لا يُوهب بل يُنتزع، فإنني أرى في الاستقلال تجسيداً عملياً لمعنى العدالة، حين تنتصر إرادة الشعب ويعلو صوت السيادة.

لقد قدّم الأردنيون في سبيل استقلالهم أروع صور التلاحم بين القيادة والشعب، وكانت النتيجة ولادة دولة تحتكم إلى القانون، وتسترشد بالدستور، وتصون الحريات، وترعى الحقوق، في إطار من الاعتدال السياسي والتوازن الإقليمي الذي ميّز الأردن وجعل منه صوت العقل في زمن الاضطراب.

وفي هذا اليوم الوطني المجيد، نقف وقفة وفاء لمن رحلوا حاملين راية الوطن، ونمدّ أيادينا إلى من يحملونها اليوم، مؤمنين بأن الحفاظ على الاستقلال لا يقلّ شرفاً عن تحقيقه، فالمسؤولية مستمرة، والتحديات متجددة، لكنها تُقابل دائماً بإرادةٍ لا تلين، وبقيادةٍ حكيمة لا تفرّط، وبشعبٍ أوفى من أن يُنسى أو يُخذل.

إن عيد الاستقلال هو تذكير دائم لنا، كمواطنين ومؤسسات، بأن الأردن أكبر من اللحظة، وأعمق من السياسة العابرة، وأن الانتماء إليه يعني العمل الجاد، والولاء الصادق، والتمسك بثوابته الوطنية الراسخة.

كل عام والأردن بخير، حراً عزيزاً، ثابتاً على مبادئه، ماضياً في درب التقدم، تحت ظل الراية الهاشمية الخفاقة



عدد المشاهدات : (6667)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :