الدكتور عبدالاله النجداوي
في هذا اليوم، الأرض تهتز بروح الأجداد ، تتردد أنفاسهم في صخور الجبال، تنبض في تراب الحقول، تتوهج في سماء الوطن كأنها شُعلٌ خالدة لا تنطفئ، هي لحظةٌ ينهض فيها التاريخ بكل هيبته، ليؤكد أن المجد لم يكن يومًا هديةً تُمنح، بل رايةً تُرفع، وإرادةً تُنتزع، وقسمًا يُحفر في وجدان الأجيال ليبقى خالدًا لا يبهت، منذ أولى خطوات الثورة، ومنذ أولى رايات الاستقلال، كان الأردن يكتب سطورًا لن تُمحى، ليظل شامخًا، عزيزًا، مهيبًا، كما شاء له الهاشميون، وكما أقسم له أبناؤه، وكما تروي له الأيام أن المجد يصنعه الأوفياء، ويحمله العظماء، ويخلّده التاريخ على صفحاته ليكون نورًا لا ينطفئ، واسمًا لا يطاله غبار الزمن.
لم يكن الاستقلال نقطة بدايةٍ فحسب، بل كان وعدًا حمله الهاشميون في قلوبهم، وأمانةً نقشوها في وجدان الوطن، فأصبحت مسيرتهم منارةً تُضيء الدرب جيلاً بعد جيل بدأها المؤسس، جلالة الملك عبدالله الأول، الذي أرسى قواعد الدولة الأردنية، زرع في أرضها جذور السيادة، وأعلن للعالم أن هذه الأرض خُلقت لتكون حرةً، وأن شعبها لن يقبل إلا بالكرامة والعزة، لقد خطّ أولى صفحات المجد بدمائه، ليكون الأردن نموذجًا في الثبات والشرعية، وليظل اسمه محفورًا في صلب التاريخ كمن قاد الأمة نحو فجر الاستقلال.
ثم جاء الباني، جلالة الملك الحسين بن طلال، فحمل الراية بيدٍ من حديد، وصاغ ملحمة البناء والإصرار، وجعل من الأردن قلعةً للصمود في وجه الأعاصير، هو القائد الذي لم يعرف المستحيل، الذي قاد وطنه بروح الحكيم وبقلب المحارب، فكان الأردن في عهده وطنًا يُنافس الكبار، يتحدى الصعاب، يُرسّخ وجوده على خارطة العالم بقوة الرؤية وحكمة القيادة.
واليوم، يُكمل المعزز، جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم المسيرة، يمضي بالأردن إلى آفاق المجد، يُرسّخ الاستقرار، يُعزز مكانة الوطن بين الأمم، ويرسم طريق المستقبل بإرادةٍ لا تعرف التردد، في ظل قيادته، لم يكن الأردن مجرد وطنٍ ناجٍ من التحديات، بل كان دولةً تصنع الإنجازات، ترفع راياتها فوق القمم، وتُثبت للعالم أن الهاشميين لم يكونوا مجرد حكام، بل كانوا صُنّاع التاريخ، ورُسل المجد، وأوصياء على إرثٍ لا يُمحى.
في رحلة المجد، لا يسير القادة وحدهم، بل يخطّون طريقًا تتعانق فيه الأجيال، ليُصبح الماضي والحاضر والمستقبل وحدةً واحدة، تجسّد إرثًا خالدًا ومسيرةً لا تنطفئ، اليوم، يقف المعزز، جلالة الملك عبدالله الثاني ثابتًا فوق صرح الإنجازات، يشيد للأردن مكانةً تُضاهي العظماء، ويرسم ملامح نهضةٍ لا تعرف الحدود، مستندًا إلى إرث الأجداد وعزيمة الأبناء إلى جانبه يتقدم السيف الهاشمي، ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يسير جنبًا إلى جنب مع القائد بخطى تتجاوز حدود الزمن في ظل القيادة الهاشمية التي غرسها المؤسس بأول خطوةٍ نحو الاستقلال، والباني رفعها فوق صرح الإنجاز، والمعزز رسّخها لتكون شُعلةً تُضيء طريق المستقبل.
اليوم، يهتز الوجدان كما تهتز الأرض تحت خطوات الأوفياء، وتنبض القلوب كما نبض التاريخ حين كُتب أول حرفٍ من مجد الأردن، ويعلو الصوت كما تعلو الرايات في سماء العزة، ليُعلن الأردنيون أن الولاء ليس وعدًا يُقال، بل قسمٌ يُصان، وأن العهد ليس لحظةً عابرة، بل مسيرةٌ تتجدد مع كل جيلٍ يحمل راية الهاشميين ويمضي بها نحو الخلود.
نحن أبناء التاريخ وأحفاد المجد نُجدد ولاءنا للهاشميين..نجدد عهدنا للراية الهاشمية وأن الأردن سيظل قويًا بإرادة شعبه، خالدًا بقيادته، ومضيئًا في سجلات التاريخ.
نحن أبناء هذه الأرض الذين أقسموا ألا تنحني راياتها إلا لله، وألا تهتز راية العرش الهاشمي إلا بالمجد، وألا يعرف الأردن طريقًا إلا طريق الكرامة والفخر، في ظل القيادة الهاشمية، في ظل الإرث الذي لا يُمحى، نُجدد اليوم الولاء، نرفع الصوت كما رفعه الأجداد، نُعلن أن الراية ستظل عاليةً، أن الأردن سيظل أبديًا، وأن هذا العرش سيبقى محفوفًا بقلوبٍ أقسمت أن تحميه، بأرواحٍ سطّرت قسم الخلود.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |