في ذكرى استقلالنا تسمو عزتنا ويشمخ فخارنا


رم -

مهدي مبارك عبد الله

هذا هو وطن العز الذي به نعتز وهذه حاضرة الدنيا التي من اجلها نموت بما تربينا علية في مدرسة الهاشميين في هذا الحمى العربي الاصيل الذي كان ومازال وسيبقى واحة للأمن والاستقرار وعنوانا للوسطية والاعتدال وموئلا للشرفاء والاحرار

في الخامس والعشرون من أيار من كل عام يحتفل الاردنيون وأحرار الامة بذكرى استقلال المملكة الاردنية الهاشمية الذي انبلج فجره عام 1946 هذا التاريخ الذي لا ينسى وهذه الذكرى التي لا تموت صنعها الرجال الأفذاذ من آل هاشم الغرْ الميامين و وحملته زنودُ الرجالِ الاوفياء على مر الزمان والأيام

يعيش الأردنيون في هذه الأيام غرة أعيادهم وأعراسهم الوطنية وهم يستذكرون قصة الكفاح ومسيرة النضال التي قادها العظماء من ال هاشم ومعهم أبناءُ الأمةِ الأحرار من اجل نيل الاستقلال والحرية مقدمين التضحيات الجسام على ارض الحشد والرباط مهبط الرسالات السماوية والأمجاد التاريخية التي زينتها الجباه الأردنية والعربية الشماء بالعزة والشموخ والاباء حيث ما هانت يوماً ولا ركعت أبـدا ألا لله وحده وهم يحققون نقلة ً كبيرة ونوعية لإخراج الاردن العروبي من الفقر و الجهل وقيود الهيمنة والتبعية والسيطرة الاجنبية ليشكل الاستقلال بزوغَ فجرٍ جديدٍ قاده جلالة الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين الأردن طيب الله ثراه في مشوار صعب وطويل نحو القوة و المنعة والحياة الفضلى الى أن توفاه الله شهيداً على ثرى المسجد الأقصى في القدس

وقد تكللت المسيرة المباركة عزا ورفعة بتسلم جلالة المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه الراية حين وضع دستورَ الأردنِ الحديثِ وأسس لحياة تسودها مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة

الى ان حمل الراية والامانة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي واجه كل الصعاب والتحديات في خضم بحر متلاطم من الاحداث المتغيرة بكل قوة وحكمة ليصل بالوطن إلى شواطئ الأمنِ و بر الأمان فقد حمل الحسين رحمه الله الراية وحفظ الامانة َ بكل إخلاص و تفانٍ حيث ابتداء عهده الزاهر بتعربَ قيادة َ الجيشِ الاردني و تخليصه من التبعية الأجنبية كما واصل جهده الدؤوب في أعمار الأردنِ الحديث في كافة النواحي ليصبح ذا مكانة مرموقة ُ بين أمم الأرض ومثالاً يحُتذى به عند الشعوب ومقصداً لكل الوطنيين الشرفاء والاحرار وسيبقى الأردنيون يتذكرونه للأبد بكل معاني الوفاءً و لاعتزازاً

وها نحن اليوم في ذكرى الاستقلال التاسعة والسبعون نقف في حضرة الوطن الحر الميمون نزهو ونفتخر بحضرة القائد الهاشمي المقدام الملك عبد الله الثاني المفدى لنجدد له العهد ونؤكد البيعة ونواصل مسيرة الخير والمجد والعطاء بالمزيد من وحدتنا الوطنية وتحقيق التقدم والتميز نبني فوق ما بناه الاباء الأوائل وكلنا الأردن نسير بثقة واقتدار خلف سادة العرب الاخيار الهاشميين حماة الاستقلال وثوابته ونحافظ على هذا الانجاز العظيم فمنذ ان تولى جلالة الملك عبد الله الثاني سدة الحكم وامانة المسؤولية واصل بالمجد و الفخار والجهد الدؤوب والمثابرة بناء الأردن الانموذج حاملاً رسالة الثورة العربية الكبرى التي بنيَ على مبادئها استقلالُنا و استمرت مسيرةُ الخيرِ و البناءِ و الانجازِ و العطاءِ

حيث أقام المشروعات التنموية وفتحَ الأبوابَ على مصراعيها لجذبِ الاستثمارات الأجنبية و في عهد جلالته زاد الاهتمام بتفعيلَ دور ِالمرأة التي تشكل نصفِ المجتمع واستثمار قدراتها في كافة الميادين واحتَضَنَ الشبابَ ورعاهم وارسى دعائم دولة المؤسسات والقانون وقواعد الديمقراطية والتعددية السياسية وعمقَ الديمقراطية ووسع مساحتها بإجرائه أول انتخابات في عهده عام 2003 وقد استطاع بحنكتهِ و حكمتهِ و مواقفهِ المعتدلةِ و حضورهِ الدولي أن يكسب احترامَ العالم اجمع قيادةً و شعوبًا

يحق لنا كأردنيين أن نفخر أننا أبناءُ وطن ٍ عزيز بقيادته الواعية وشعبه المنتمي كما يحق لنا ايضا أن نفتخر ونعتز بجيشنا العربي حامي استقلالنا واجهزتنا الامينة سياج الوطن ودرعه الحصين والعيون الساهرة على امنه واستقراره ومنعته وصون انجازاته ومكتسباته

سيبقى الاستقلال بكل تفاصيله في اعماق الاردنيين ملحمة كفاحٍ ومسيرةُ نضالٍ قادها الهاشميون ومعهم أبناءُ الأمةِ الأحرار ليصنعوا وقفة ً تاريخية ً في وجه الظلم و الاستعباد و الاستعمار المستبد ليبزغَ فجر جديد و ارادة أردنية عربية حرة ٌ أبية تأخذ مكانها اللائق بين الشعوب والأمم

ان أبناء الوطن الأغر الاردنيون الشرفاء بكل فئاته وشرائحه يقفون في عيد استقلالهم وكل ايامهم خلف قيادتهم الهاشمية الملهمة بكل الآباء والتحدي الذي يمثله الإجماع الوطني الأردني في مواجهة ورفض وادانة وشجب الممارسات الإرهابية بعدما خرجت علينا مؤخرا فئران الشر من جحورها لتنثر الموت والدمار والخراب في أرجاء الوطن وهم مخدرين بالمرجعيات الدينية الكاذبة والفتاوى الشرعية الباطلة وفي ايديهم صكوك الغفران ومفاتيح الجنة ليرعبوا الامنين ويهدموا المنجزات ويغلقوا أبواب النور ونوافذ الحرية في كل ارض تلوثت برجسهم ونجاستهم طهارتها وان الإرهاب الأسود الذي تمثله هذه العصابات المنحرفة باسم الدين الإسلامي يقتضي منا جميعا توحيد الجهود وتسخير كل إمكانياتها المادية والفنية والبشرية والمعلوماتية في مواجهته حتى يتسنى محاصرته ودحره

منذ فجر الاستقلال العظيم حتى الساعة والعهد ذاته راسخ والايمان نفسه ثابت في أردن العروبة والمجد أرض الخير والسلام وهو يقف بصبر وعزيمة مع قدره ونهجه الذي اختطه ان يبقى قلبا نابضا من اجل امته ودينه يتقدم حينما يقف الاخرين ويلتزم حين ينكث الكثيرين لا تفت في عضده وصلابة امنه ووحدته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية حفنة من المتآمرين المأجورين من اعداء الانسانية والدين والذي لن تزيد الاردنيين الشرفاء الا قوة و وحدة و لحمة لمواجهة التحديات والمحن المحدقة بالوطن كما انها لن تنال من قلعة الاردن الراسخة القوية الصامدة بتلاحم قيادتها وشعبها وسيبقى هذا الحمى الاردني المنيع بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المظفرة الحصن المنيع المستعصي على كل المتربصين و الاشرار وهو يدافع بقوة وعنفوان عن الوطن و الامة و والدين الحنيف

في غمرة احتفالنا البهية بتاج أعيادنا الوطنية وفي ذكرى الاستقلال المجيد يزهو الأردنيون بمليكهم المحبوب ويفخرون بقيادته وانجازاته ويطمحونَ الى تحقيق المزيدٍ من البناءِ والعطاءِ لهذا الوطن الغالي مستلهمين العزمَ والثبات من حنكته وحكمته وشجاعته وهم يؤكدون بيعة الآباء والأجداد لقيادتهم الهاشمية التي نذرت نفسها لخدمة الاردن والأمة العربية مجددين الثقة المطلقة بقدرة وكفاءة و صلابة و مهنية قواتنا المسلحة الاردنية الجيش العربي القادر دوما على تحمل المسؤولية ومواجهة كل التحديات و المحن التي قد تواجه الوطن و امنه و سلامته و الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه العبث او المساس بالوطن و المواطن وبذات الوفت فأننا نشد على ايادي ابطالنا نشامى الاجهزة الامنية كافة التي قطعت بحرفية ومهنية عالية دابر شذاذ الافاق اينما حلوا ليكونوا عبرة لمن اعتبر

معاهدين الله على ان نسير خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة والوطن والاجهزة الامنية والقوات المسلحة الاردنية ندافع عن الاردن وانجازاته بالمهج والارواح ونقف صفا منيعا في وجه الارهابيين المجرمين ليبقى اردن العرب عصيا على كل من تسول له نفسه زعزعة امنه واستقراره واثارة الفتن بفضل وعي ابنائه واخلاصهم لقيادتهم ولتراب وطنهم الطهور ليظل فجر الاستقلال بازغاً فينا على طول المدى

في الختام انه ليشرفنا ان نرفع الى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وللشعب الاردني الوفي الصادق الامين أسمى آيات الولاء والإخلاص والتهنئة والتبريك بهذه المناسبة المطهرة الغالية

حفظ الله الأردن وطناً عزيزاً وارضا للخير والعطاء وادام على شعبه نعمة الامن والرخاء في ظل راعي المسيرة وقائد الوطن رمز عزتنا وعنوان عزيمتنا وراية كبريائنا جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأعز ملكه ورعاه وكل عام والأردنيون بألف خير

كاتب وباحث مختص في الشؤون السياسية
[email protected]




عدد المشاهدات : (1097)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :