رم - بقلم المحامي محمد عيد الزعبي
أنا الأردنيُّ، من ترابِ المجدِ نَبعتْ عزيمتي
وفي كلِّ شبرٍ من أرضي، ينبضُ حبّي وأمانتي
وإن كنتَ أنتَ القلب... فأنا شريانُه وحنينه
فكيف تعيشُ العينُ دون دمعٍ؟
وكيفَ يخفقُ القلبُ بلا نبضٍ ولا سَكينة؟
فهدبُ الكوفيةِ يكسو سوفَ الوفاءِ
وفي خيوطِها تحكي الحجارةُ قصةَ البقاءِ
أنا من أرضٍ إن لامستها الشمسُ... أنجبت شهيداً
ومن ترابِها إن نادى المجدُ... قام الوليدُ
أنا في وجهِ الريحِ... رايةٌ لا تنكسر
وفي جفنِ الليلِ... نجمةٌ لا تحتضر
أنا الساكنُ في وجدانِ كلّ عروبيٍّ أصيل
أنا الدمُ إذا نادى الثرى... والردى الجميل
من خيولِ الفاتحينَ أتيتُ،
ومن رماحِ المعتصمِ إذا انتخيتُ
أنا في قلبِ بغدادَ حكايةُ الصبرِ والنار
وفي دمشقَ... أنا الياسمينُ يرفضُ الانكسار
أنا النبضُ في القدسِ إن ضجَّ المؤذن
وفي جنينَ أنا الطفلُ... إن قامَ وتمنّن
أنا عربيٌّ لا أهابُ الريحَ إن صفرتْ
ولا أساومُ... لو بكتْ في وجهِيَ المدنُ
لي في الكوفيةِ عهدٌ لا يضيع
وفي دمِ الشهيدِ... توقيعُ الرجوع
أنا الأردني... إذا اشتدّ الخَطبُ كنتُ الأمان
وإن نادى الوطنُ... كنتُ الفِداءَ والكيان
من ترابِ الكركِ جئتُ... ومن نَسغِ السلطِ والطفيلة
وفي البلقاء لي مجدٌ... وفي إربد صولةٌ أصيلة
أنا نَبضُ عمّانَ إن تنفّستْ عشقَ البلاد
وجمرُ معانَ إن غَضبتْ من الجحود والفساد
أنا ابنُ الحسينِ... وسيفُهُ إذا اعتدل
أنا عهدُ الجيشِ إن حَمى وإن نَزل
فلا تسألْ عن شهامتي...
أنا الكرامةُ في الوغى، والوقفةُ الأبيّة في المحن
من العقبة نسري على موجِ الخليجِ ونرتقي
وفي مَراسيها المدى... بحرُ الكرامةِ يُحدِقِ
وفي الزرقاءِ، الحديدُ إذا اعتدلْ
وفي جبينِ رجالِها، العزمُ ما زالَ يُشتعلْ
المفرقُ ترعى الحمى... أرضُ الحدودِ وصَفُّها
وفي صحاريها الوفاءُ... وفي مداها نخوتُها
عجلونُ، خضراءُ الجبالِ وأرضُ السنديانِ
تروي حكاياتِ الأبطالِ في كلّ وادٍ وجريانِ
حيثُ القلاعُ تشهدُ على عزائمِ الرجالِ
وفي صمتِ الغاباتِ يُنبِتُ الحبُّ والأمالُ
وقلعةُ عجلونَ شامخةٌ على التلالِ
تروي مآثرَ الفداءِ، تحرسُ الأجيالَ
وفي جرشَ التاريخُ يروي عن حضاراتٍ عظيمة
وفي قلوبِ أهلِها... الأصالةُ مستقيمة
مادبا... أرضُ الفُسيفساءِ ووجهُ المجدِ المنقوش
وفي حكاياها... كلُّ دربٍ للأملِ مفروش
الطفيلةُ إن غفتْ، صحا المجدُ من أنفاسِها
وفي جبالِها نارُ الشهامةِ في مراسِها
وفي الكركِ النخوةُ عنوانُ الرجالِ إذا احتموا
ومن قلاعِها الحكاياتُ لا تُنسى ولا تُمحى
معانُ... في صدرِ الصحراءِ نارٌ لا تنطفئ
ومن ثراها... المدى والكرمُ يترسّخُ ويُشرِق
البلقاءُ، فجرُ العزِّ إن خطّت يداه
وفي سلوانِها تتعانقُ الكرامةُ والتقاه
وفي إربدَ الزهرُ ينمو من عِلمٍ وضياء
وجامعاتُها تضيءُ دربَ النورِ في الأرجاء
وأنا ابنُ "عَلّانَ"... قريتي ونبضُ قلبي الأصيل
فيها تربيتُ، ومنها ابتدأَ الحرفُ النبيل