الموت يغيب في بيروت الفنانة الاردنية النحاتة والشاعرة منى السعودي


رم - غيب الموت مساء الاربعاء في بيروت الفنانة الاردنية النحاتة والشاعرة منى السعودي.
ونعت الاديبة زُليخة ابو ريشة الفنانة السعودي وقالت “رحلت قبل قليل في بيروت، الفنانة الأردنية الكبيرة والنحاتة والشاعرة منى السعودي إثر معاناة مع مرض السرطان، تاركةً وراءها إرثاً ثميناً من الأعمال الخالدة والرؤى التنويرية.
واشارت ابو ريشة “الآن المطلوب من الحكومة الأردنية القيام بواجبها تجاه هذا الرمز الفني والثقافي الكبير، حيث تقف ابنتها ضياء البطل وحيدة في مواجهة هذه الفاجعة في مدينة لا تعرفها”.
وبحسب توصيف للكاتبة أفنان ابو يحيى “تعتبر منى السعودي من أكبر النحاتين في العالم العربي. ولدت في عمان عام 1945 وكونت منذ طفولتها علاقة مع الحجارة والصخور والمنحوتات حيث كانت تقطن بجوار سبيل الحوريات ومجموعة من الآثار الرومانية بعمان وكان لهذه العلاقة تأثيرا هاما في موهبتها في النحت. تعتبر منى رائدة في النحت التجريدي تطوّع المادة وتصقلها لتصوغ فلسفتها، وتستقي من الشعر والخط العربي محفزات تتكامل من خلالها منحوتاتها برسوماتها.”

بدأت بنحت أعمالها الأولى منذ بلوغها سن العشرين ودرست في مدرسة الفنون الجميلة بباريس خلال سنوات 1960. قدمت أعمالها في معارض عديدة في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة وآسيا. قدمت أوّل معرض لرسوماتها عام 1963 في مقهى الصحافة في لبنان. ثم التحقت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس عام 1964 حيث درست النحت بالحجر. قدمت أوّل منحوتاتها في عام 1965 وكان موضوعها الأمومة. تشتهر الفنانة اليوم بمنحوتاتها الهائلة التي تستقصي بحساسية شعرية بالغة مواضيع الإبداع، والأرض، والأم وتطور الكائنات.

وأقامت منى السعودي معارض كثيرة لأعمالها العديدة في النحت والرسم في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ومن أعمالها النحتية “قمر مكتمل” من حجر الترافيرتين، وكذلك “أمزجة الأرض” و”شروق الشمس” و”كسوف القمر”، و”المتشرّد”، و”صبار”، من حجر اليشم الأردني الأخضر، و”ماء الحياة” من العقيق اليماني، “هندسة الروح” التي تقف أمام معهد العالم العربي في باريس، و”المرأة النهر” من الغرانيت الأخضر الزمردي. تنتصب أعمالها في عدد كبير من متاحف العالم مثل المتحف الوطني للفنون الجميلة في الأردن، والمتحف البريطاني، ومعهد الفن في شيكاغو ومعهد الفن في ديترويت.

كتبت منى أيضًا كتاب بعنوان “أربعون سنة من النحت ” أصدر في 2007، ولها كتابان شعريان “رؤيا أولى في 1970″ و”محيط الحلم” في 1993. ولها عدة مجموعات من رسومات مستلهمة من وحي الشعر أنجزت كتحية لعدة شعراء مثل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والشاعر السوري أدونيس، والشاعر الفرنسي سان جون بيرس وكذلك إلى الشاعر العربي الجاهلي امرو القيس.

وتقول منى حول تجربتها “لا أصنف نفسي كنحاتة أو رسامة وخطاطة، بل أرى نفسي فيها كلها. أعمالي هي أنا، تحمل بصمتي وأفكاري. منذ كنت صغيرة أرسم، ألوّن، أشكل، أنحت، وقد سبرت خلال نصف قرن من احتراف الفن أغواره وطرائقه المختلفة. عشقت في النحت صعوباته وتحدياته وكيفية تطويع المادة الصخرية الصعبة، وبخاصة الرخام الملوّن لصوغ فلسفتي وأفكاري عن الحياة والأمومة والأرض والوجود. تأثرت كثيراً بالأرض الحبلى بالأحجار، فاستلهمت منها حتى صار النحت بالنسبة لي فعل إيمان بما أقوم به. ربما يتطلع الآخر إلى الجهود البدنية التي يفرضها النحت وقسوة أدواته، المطرقة والإزميل والمعدات الكهربائية، لكن بالنسبة لي الأمر مختلف. المطرقة هي مطرقة الروح، والإزميل هو إزميل الإبداع والتجلي، وبواسطتهما أستمر وأُحلّق”.




عدد المشاهدات : (4286)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :