وجِدتِ أنتِ .. فلا جُرحٌ ولا آآهُ


رم -

آوي اليكِ أنا..
حتى لتحبسني يداكِ ..كالطفلِ نادى الطفلُ أماهُ
كأنك شِعر ..!
لولا رندُ عاطره
لا العودُ طابَ
ولا طابت ليالاهُ
مُشبّهٌ ليَ يا عمّان ..
يا وجعي ..
وجِدتِ أنتِ .. فلا جُرحٌ ولا آآهُ
نعم وجِدتِ أنتِ .. فلا جُرحٌ ولا آآهُ
ما بين الضوضاء وازمة السير الخانقة ومشروع الباص السريع وتحويلاته ،والأماكن التي تعج بالناس ، والمقاهي التي تكتسيها رائحة النرجيلة ، وضحكة طفل جالس على رصيف شارع الرينبو او وسط البلد، والتحضيرات للأعياد والابتهاج بقرب شهر رمضان . وما بين تذمرنا من الحياة والمشاكل الاجتماعية ، وفقداننا للقناعة والرضا وسخطنا على حياتنا، ما بين ذلك كله والصمت الذي يخيم على المكان . نجد الشوارع حزينة كما البشر في غاية الاشتياق لمرتاديها ، وجبال عمان تنادي بعضها وتشتكي الحنين .

مهلا فالشوارع ليست خالية تماما فهناك أشياء جميلة أنتي اسمع أصوات العصافير تردد كلمات سعيد عقل وصوتها اجمل من فيروز فتقول اردن أرض العزم اغنية الظبى......نبت السيوف وحد سيفك ما نبا.....
في حجم بعض الورد الا انه لك شوكة.......ردت الى الشرق الصبا.....
وهنا مرت سيارة مسرعة تحمل طبيب وممرضة في مهمة انسانية .
وهناك فرق استقصاء وبائي يقومون بعملهم على مدار الساعة .
وهناك عامل وطن يقوم بعمله مخاطر بحياته فداء للوطن .
وهناك جندي أضناه التعب والشوق لكن شعوره بالفخر والاعتزاز كان كبير يقدر المهمة التي تتمثل بحماية وطن .

حقيقة لم نتخيل ان تكون قيودنا في غير المعاصم .
وان التاريخ سيقسم الى ما قبل الكورورنا وما بعدها .
وأن معايير القوة مختلفة تماما ما قبل الكورورنا وما بعدها .
من منا لم يفكر للحظات في ما جرى بين ليلة وضحاها ، ويتسائل هل هو حلم او كابوس ؟
لم يدر في اذهاننا ان تتوقف الطائرات والسفن والسيارات عن الحركة .،ولم يتوقع احد ان يصبح البيت هو المكان الوحيد الأكثر امنا .
نعم لقد كان الكثير منا ينتظر هطول الثلج لينعم بعطلة يوم في بيته يرتاح من عناء العمل ، وكانت ايام العطل الشيء الجميل الذي ننتظره.
لن نتخيل مرور الربيع دون ان نعانقه ؟ وان ينشف اللوز دون ان نتلذذ بقطافه،وان نسمع صوت المؤذن وتقرع إجراس الكنائس ولا يقوى اي منا ان يلبي نداء الروح .
هل تخيلنا ان الاقتراب من الاحباء قد يودي الى المرض والموت ؟هل توقعنا ان كل أحلامنا ستتوقف بانتظار المجهول ؟
هل دار في مخيلتنا ان يأتي رمضان ولا نمارس طقوسه ولا تجتمع العائلة الكبيرة على سفرة واحدة ، وان لا نشعر بفرحة العيد لابتعادنا عن بعض ، ترى من يقنع الاطفال ان فرحة العيد تكمن في سلامتهم داخل منازلهم، وان الأمر جد خطير .
ازمة وبتعدي نعم أزمة وتعدي لكننا بحاجة الى مراجعة الذات ومعرفة أين نجحنا وابن أخفقنا ، نعم نحن بحاجة الى تهذيب أنفسنا المتسرعة بالصبر ، نحن بحاجة الى تهذيب صدورنا المتكبرة بالتواضع ، نحن بحاجة الى تقدير النعم الكثيرة بالشكر .




عدد المشاهدات : (8359)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :